فيروس HMPV ليس بجديد ولا يهدد بجائحة قاتلة

2

على أثر انتشار أخبار عن ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس تنفسي في الصين ودول عدة أخرى، حمل إسم “ميتانمو” HMPV  ، سادت حالة من الهلع  من أن تتكاثر وتتحوّل إلى جائحة جديدة.

ومع ظهور أي فيروس، تعود إلى الأذهان جائحة كورونا وما رافقها من ظروف مأساوية، مما يزيد المخاوف، خصوصاً ان أعراض فيروس “ميتانمو” قد تتشابه إلى حد كبير مع تلك ترافق الإصابة بفيروس كورونا.

مخاوف متجددة رافقت موجة HMPV 

تؤكد الطبيبة الاختصاصية في الأمراض الجرثومية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية-مستشفى رزق الدكتورة رولا حصني سماحة، لا يعتبر   HMPV من الفيروسات المستجدة الحديثة الظهور، لأنه كان موجوداً دائماً. ولم يحدث تغيير في تركيبته الجينية، وهو من الأمور التي قد تمهد لانتقال فيروس من حال المرض المتوطّن إلى الوباء المنتشر.

وفي المقابل، من الواضح أن هنالك تخوّف بات شائعاً من الفيروسات كافة. وفي الواقع، يندرج “ميتانمو” ضمن فيروسات الرشح الشائعة الموجودة بصورة دائمة وعلى مدار  أيام السنة. ولا تحقق تلك الفيروسات انتشاراً واسعاً إلا في أيام البرد. وفي العادة، يترافق الشتاء مع انتتشار نحو  7 فيروسات تنفسية.
وعلى غرار الرشح العادي، يصيب HMPV الناس كلها، وتظهر أعراضه بسرعة ولا تدوم إلا أياماً قليلة.

وفي المقابل، قد تصبح الإصابة به مرضاً شديداً حينما يعانيها الأطفال والمسنون ومن يعانون ضعفاً في المناعة الذاتية. وفي تلك الحالات، قد تتحول الإصابة إلى التهاب رئوي.

 

سبب القفزة في إصابات فيروس “ميتانمو”

سُجّل ارتفاع ملحوظ في معدلات إصابة الأطفال دون سن 14 سنة بالفيروس ودخولهم إلى المستشفى بسبب ذلك، مما أثار القلق حوله. وفيما لا يعرف بعد السبب الأكيد وراء تلك القفزة في أرقام إصاباته، تشير سماحه إلى التطور الحاصل في مجال فحوص اكتشاف فيروسات الشتاء، على غرار فحص الـ”بي سي آر”  PCR الذي اشتُهر مع جائحة كورونا. وعلى سبيل المقارنة، تشير سماحه إلى أنه قبل قرابة أسبوعين سُجّل انتشار واضح لفيروس “آر إس في” RSV .

 

علاج HMPV 

ليس هناك علاج محدد للفيروس “ميتانمو”، بل تعالج إصاباته بالعلاجات العادية للرشح. وفي حال تطور الحالة إلى التهاب في الرئة، يجري اللجوء إلى العلاجات المناسبة له، وقد يقتضي الأمر أحياناً إدخال المريض إلى المستشفى.

 

كورونا أم  HMPV ؟

 

ينتمي كورونا و”ميتانمو” إلى فئة الفيروسات التنفسية التي تبدأ بأعراض تشبه الرشح العادي. وفي العادة، لا يسبب  HMPV ارتفاعاً في الحرارة، على عكس ما يحصل مع الإصابة بفيروس كورونا, ويفيد اللجوء إلى فحص الـPCR في حسم التشخيص.

وتستبعد سماحة أن يتحوّل هذا الانتشار الفيروسي الجديد إلى جائحة كما حصل مع وباء كورونا. وتلاحظ أيضاً عدم وجود لقاح مضاد لـ”ميتانمو”، ربما لأنه ليس خطيراً بالأصل.
في المقابل، أدى التداخل بين إصابات فيروسات عدة تشمل RSV والانفلونزا و”ميتانمو” وكورونا، إلى زيادة الضغوط على القطاع الصحي، خصوصاً في دول معينة انتشرت فيها تلك العناصر الوبائية بمعدلات مرتفعة. وربما يفسر ذلك الهلع الفائض الذي رافق الموجة الحالية من فيروس HMPV  .

إجراءات لتجنب العدوى

– غسل اليدين بانتظام وبشكل مستمر
– تجنب لمس المساحات التي قد تكون ملوثة ، وغسل اليدين في حال حصول ذلك.
– في حال الإصابة بفيروس تنفسي شتوي، يجب استخدام الكمامة لحماية الآخرين
– قد تزول الأعراض خلال أيام لا تتعدى الخمسة. وفي حال تفاقم الإصابة أو استمرارها فترة طويلة، يفضل استشارة الطبيب.

التعليقات معطلة.