العلاج بالتحفيز المغناطيسي للدماغ يثبت فاعليته ضد الاكتئاب

1

سجّل العلاج بالتحفيز المغناطيسي المتكرر للدماغ نتائج إيجابية في تحسين حالة الاكتئاب لمرضى لم يظهروا تجاوباً مع العلاجات التقليدية.

سجّل العلاج بالتحفيز المغناطيسي للدماغ (  transcranial magnetic stimulation) نتائج إيجابية في تحسين حالة الاكتئاب لمرضى لم يظهروا تجاوباً مع العلاجات التقليدية. ويتكرر ذلك التحفيز على مدار جلسات عدّة. وربما تكون هذه التقنية الحديثة أكثر فاعلية من العلاجات التقليدية للكآبة إذا اعتمدتْ بطرق معينة، وفق ما نُشر في “سايتيك دايلي” scitechdaily.

 

كيف يؤثر المغناطيس في الكآبة المرضية؟ 

 

في العلاج بالتحفيز المغناطيسي، يجري توجيه موجات عالية التردد إلى مواضع معينة في الدماغ بغية تصحيح اضطراب التوازن في عملها، استناداً إلى أن بعضها قد يكون أقل نشاطاً من البقية. ومع توجيه تلك الموجات الكهرومغناطيسية المكثفة إلى تلك المناطق، يحصل تحفيز عام فيها، وبالتالي، يتصحّح ذلك التفاوت بينها الذي يُعتقد أنه مرتبط بالاكتئاب.

واستطراداً، تقضي التقنية بتطبيق تلك الموجات المغناطيسية على جهتي الدماغ لمعالجة حالة الاكتئاب، خصوصاً لدى من لم يظهروا تجاوباً مع العلاجات التقليدية.

ويعتبر الاكتئاب المرض النفسي الأكثر شيوعاً عالمياً. وتظهر الإحصاءات أن واحداً من 20 راشداً يعاني تلك الحالة التي تصيب الحالة المزاجية والعاطفية للإنسان. واستطراداً، تشمل العلاجات التقليدية استعمال أدوية مضادة للاكتئاب والعلاج السلوكي الإدراكي ومقاربات في التحليل النفسي والصدمات الكهربائية وغيرها.

وفي المقابل، أظهرت التجربة أن تلك العلاجات تفشل في شفاء ثلث حالات الكآبة المرضية.
وثمة مقاربة علمية تركز على أن الاكتئاب يرتبط غالباً باضطراب التوازن في نشاط مناطق معينة في الدماغ، فيظهر بعضها كأنه يعاني نقصاً في النشاط، فيما تبدو مناطق اخرى كأنها في حالة نشاط مفرط.

 

الجهة اليسرى أم اليمنى؟ لا فرق! 

 

وفي الولايات المتحدة، حاز تطبيق العلاج بالتحفيز المغناطيسي للجهة اليسرى  الأمامية العليا في مقدمة الدماغ، على موافقة “إدارة الغذاء والدواء”  ( FDA) الأميركية. وحازت تلك المقاربة العلاجية على موافقة أيضاً من وكالة “نايس” (NICE)، وهي الموازي البريطاني للـ( FDA)  في الولايات المتحدة.

وقد أظهر هذا التحفيز فاعلية كبرى في تحسين حالة مرضى اكتئاب مستعصٍ بعد 20 جلسة أُنجزت خلال 20 أو 30 يوماً. وفي المقابل، لا تعني تلك المعطيات أن التحفيز المغناطسي للدماغ تلائم كل مرضى الكآبة، خصوصاً في حالات الاكتئاب الحادة أو التي حينما يُظهر المريض ميلاً إلى الانتحار.
وكذلك درس الباحثون مدى تأثّر هذه المقاربة العلاجية بالجهة التي تُطبق عليها في الدماغ، وكذلك مدى نجاعتها حينما تطبق على جانبي الدماغ.

وفي التجربة المشار إليها آنفاً، جرت متابعة 75 مصاباً بالكآبة، قسِّموا إلى 3 مجموعات طبق فيها العلاج بالطرق الثلاثة [تحفيز الجهة اليمنى أو اليسرى أو الجانبين معاً] في جلسات مدة كل منها 22 دقيقة.
وظهر تحسن ملحوظ لدى المجموعات كلها، خصوصاً حينما جرت متابعة المرضى بعد شهر من انتهاء الجلسات.

وبشكل عام، لامست نسبة التحسّن الستين بالمئة.

وفي تجربة منفصلة، عمد  باحثون من جامعتي كامبريدج البريطانية وتشجيانغ الصينية إلى استخدام تقنية التحفيز المغناطيسي للدماغ بأسلوب معزّز. وقدموا دراسة عن تلك المقاربة الحديثة تماماً التي تتضمن إجراء العلاج في 20 جلسة أيضاً، لكنها تُنجز في خمسة أيام، بمعدل أربع جلسات في اليوم.

وسجّل الأسلوب المعزز نتائج طيبة في شفاء حالات عانى بعضها من ميول انتحارية. قد يساعد ذلك على خروج المرضى سريعاً من المستشفى أو حتى على تجنب دخولهم إليه أصلاً.

وأوضح الباحثون أن هذا الأسلوب يحتاج إلى مزيد من البحوث قبل التوسّع في تطبيقه.

التعليقات معطلة.