البكتيريا والخمائر المفيدة في أمعائكم تتغذى من الألياف في مآكلكم

2

أضيفوا الألياف إلى غذائكم لأنها تساعد على نمو البكتيريا الحميدة والخمائر المفيدة في الأمعاء، مما يقوي جهاز المناعة لديكم.

توصلت دراسة حديثة إلى أن التغيير في النظام الغذائي اليومي قد يساعد على الوقاية من التهابات التي قد تُحدثها الجراثيم. وبحسب ما نُشر أخيراً في موقع “ساينس دايلي” Sciencedaily العلمي، ثمة علاقة بين تركيبة ما يسمى بالـ”ميكروبيوم” Microbiome في الأمعاء، وبين احتمال أن تضربنا تلك الالتهابات التي قد تهدد الحياة.

الأمعاء والمناعة والبكتيريا والخمائر المفيدة

تحتوي الأمعاء على كميات منخفضة نسبياً مجموعة البكتيريا المعروفة بـ”انتروبكتيرياسيا” (Enterobacteriaceae ) التي تشمل أنواعاً كـ”إي كولاي” (E.Coli) و”شيغيلا” (Shigella) وغيرهما. وتشكل تلك الجراثيم جزءاً من “ميكروبيوم” الأمعاء البشري الصحي الذي يشمل خمائر وفطريات مفيدة.

في المقابل، حينما تتزايد كميات الـ”انتروبكتيرياسيا”، على غرار ما يحصل  مع ارتفاع مستويات الالتهابات في الجسم أو تناول أطعمة ملوثة؛ قد تسبب تلك الأنواع من البكتيريا أمراضاً عدة، ولربما وصل الأمر إلى حد إحداث أمراض تهدد حياة الإنسان.

وفي الدراسة المشار إليها آنفاً، اعتمد الباحثون تقنيات تستند إلى الذكاء الاصطناعي لتحليل تركيبة ميكروبيوم الأمعاء لأكثر من 12 ألف شخص  في 45 دولة، عبر فحص عينات البراز . وتبين للعلماء وجود إمكانية للنبؤ بالخطر الصحي الذي قد يواجهه المرء على أساس تركيبة الميكروبيوم لديه. وقد اكتشفوا 135 نوعاً من جراثيم الأمعاء المفيدة التي تتكاثر في العادةً حينما تغيب مجموعة الـEnterobacteriaceae، وتوفّر حماية من الالتهابات. ويؤدي بعض تلك الأنواع عمله عبر كسير الألياف في الأطعمة التي نتناولها، ما يؤمن وقاية من مجموعة كبيرة من الأمراض.
واستطراداً، توصل الباحثون إلى أن الإكثار من تناول الألياف في النظام الغذائي يسهم في نمو البكتيريا الجيدة ويساعد على التخلص من الأنواع الضارة في الوقت نفسه. ويفيد الأمران في حماية جسم الإنسان من أمراض كثيرة.

في المقابل، لم يحصل ذلك التأثير بالقوة نفسها، حينما جرى الاعتماد على تناول المكمل الغذائي المسمّى “بروبيوتكس”، على الرغم مما يعرف عنه من قدرة على تحفيز نمو الـ”ميكروبيوم” لدى الإنسان.

 

تأثير النظام الغذائي على بكتيريا الامعاء

 

عبر التركيز على تناول الألياف في الأطعمة مثل الأطعمة النباتية والبقوليات والحبوب الكاملة الغذاء، يغدو من المستطاع توفير المواد الخام لنمو الجراثيم المفيدة في  الأمعاء. وفي خطوة تالية، تعمل العناصر الأخيرة على إنتاج أنواع معينة من الأحماض الدهنية التي تؤمن الوقاية من الجراثيم المسببة للأمراض.

ومن الملفت أن تلك الوقاية شملت أنواعاً خطيرة من البكتيريا يُعرف عنها أنها تتسبب بالتهابات رئوية شديدة، قد تصل إلى الوفاة. ويضرب بعضها سحايا الدماغ أيضاً. وعلى صعيد عالمي، سجلت تلك الأنواع من البكتيريا مقاومة متزايدة حيال الأدوية المضادة لها، أي “آنتي بيوتيك”، ما يزيد من أهمية التركيز على تنمية الـ”ميكروبيوم” الطبيعي في الأمعاء.

التعليقات معطلة.