نقص الغذاء المناسب لأطفال العالم يحرك موجات وبائية لفيروس الحصبة

1

الحصبة تعاود موجاتها الوبائية بسبب انتشار سوء التغذية بين أطفال العالم.

يُسجّل حالياً ارتفاع في معدلات انتشار الحصبة عالمياً بين الأطفال. وفي دراسة حديثة، تبين لباحثين أن تزايد سوء التغذية في هذه الفئة العمرية قد يكون السبب وراء ذلك الانتشار في مناطق كثيرة من العالم، خصوصاً تلك التي تفتقد إلى الأمن الغذائي. ووردت تفاصيل عن تلك الظاهرة في تقرير نشره موقع “ساينس دايلي” Sciencedaily.

تناولت تلك الدراسة الحديثة 600 طفل ممن تلقوا اللقاح المضاد للحصبة في جنوب أفريقيا. وتبيّن أن الأطفال الذين يعانون سوء تغذية لم يمتلكوا سوى مستويات متدنية من الأجسام المناعية المضادة التي يفترض أن تعطي وقاية ضد الحصبة.

 

غذاء الطفل أولوية في الوقاية

 

وبشكل خاص، دقق الباحثون في مؤشرات نمو الصغار كأحد المعايير التي تدل على سوء التغذية قبل أن يقيسوا معدلات الأجسام المناعية لديهم، من خلال فحوص للدم. وبدا أن من هم في عمر الثلاث سنوات ويعانون تباطؤاً في النمو، امتلكوا أجساماً مناعية مضادة بمستويات تقل بنحو  24 بالمئة  عن تلك الموجودة في أجساد مجايليهم ممن ينالون نصيباً كافياً من الغذاء.

وكذلك ظهرت إمكانية أن يؤثر سوء التغذية على مدة فاعلية اللقاح ومستوى الحماية التي يؤمنها. وبالتالي، قد يساعد توفير الاحتياجات الغذائية للطفل بمعدلات كافية في مواجهة انتشار الحصبة التي تعتبر من الفيروسات شديدة العدوى.

وتشمل أعراض الحصبة ظهور طفح جلدي وحرارة وسعال. وقد تتفاقم الحالة أحياناً وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

 

ارتدادات جائحة كورونا؟

 

وعلى الرغم من أنها اعتبرت طويلاً، وفي بلدان كثيرة، من المشكلات الصحية الواقعة تحت السيطرة،  إلا أنها عادت لتشكّل تهديداً للصحة العامة في الآونة الأخيرة. وينطبق ذلك على كندا التي سجلت في العام 2024 أعلى معدلات للحصبة فيها  منذ قرابة عشرة أعوام.
وقد تراجعت معدلات انتشار الحصبة بين عامي 2000 و2016، إلا أنها عاودت الارتفاع في العام 2018 مع تراجع معدلات التلقيح عالمياً. واستمر هذا الارتفاع بعد جائحة كورونا التي تلاها تراجع في معدلات التلقيح لدى مختلف دول العالم.

وبالتالي، يعود فيروس الحصبة اليوم إلى الانتشار في مناطق جغرافية كثيرة، ويحقق انتشاراً واسعاً في دول عدة.  وقد دعا خبراء كثيرون إلى تعزيز حملات التلقيح للوقاية من فيروس الحصبة، بهدف الوقاية منه والحد من انتشاره.

العلامات الدالة

التعليقات معطلة.