دكتور جمال المنشاوي
-هاجم ألإرهابي الكنيسه ,قتل 10 أشخاص وأصاب آخرين,أخذ يتجول في الشارع الملاصق لها حاملا رشاشه ,ويطلق بعض الطلقات تجاه من يظن أنه مسيحي ,إقتربت منه مدرعة شرطه مُحصّنه لكنها آثرت السلامه وإنزوت في شارع جانبي دون مواجهته ,قالوا في تبرير ذلك إنها مجهزه فقط لفض المظاهرات ومسلحه بقنابل الصوت والغاز وليست مجهزه لمجابهة الرصاص؟!,
-إستمر هذا المنظر العبثي حوالي 8 دقائق كامله(وهي فتره طويله في مثل هذه المواقف) وألإرهابي يتجول وكأنه في نزهه ,حتي تم إطلاق النار عليه فسقط وإندفع الناس تجاهه وإعتقلوه .
-الحادث بملابساته السابقه يحمل الكثير من التساؤلات والتفسيرات.
-منها إن هذه الحادثه وغيرها متوقعه جدا خلال أيام إحتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد ومن المفترض أن يكون ألإستنفار الأمني في قمته وتركيزه العالي,فكيف إستطاع إرهابيان فقط إختراق هذه الحواجز التي من المفترض أنها تكون قبل بوابات الكنائس بمسافه مع وجود قوات شرطه جاهزه ومدربه علي مواجهة مثل هذه المفاجآت؟!
– إن الحاله التي كان يتحرك بها ألإرهابي غير مسبوقه في مثل هذه الحوادث ,فلم نعتد علي تحركه بهذه ألأريحيه والإطمئنان والتحدي بعد عمليه كبيره كهذه المعتاد فيها أن تكون إنتحاريه بتفجير نفسه أو بمحاولة الهروب بعد زرع قنبله مثلاً ,لكن هذه الطريقه حديثه جداً وتدل أن هذا الإرهابي بهذا التحدي الفج أراد توصيل رسائل معينه.
– منها أنه يتحدي هذه الإجراءات الأمنيه المشدده وأنه قادر علي إختراقها بل وتخويف الآله الأمنيه الأقوي المتمثله في المدرعه التي تجنبت المواجهه ,كذلك تشجيع من هم علي نفس التفكير ألا تخشوا ولا تصدقوا التصريحات التي تقول إن هناك حالة إستنفار أمني قصوي وأن القوات جاهزه لإجهاض أي عمليه تجاه الكنائس,كذلك تيئيس المسؤلين وعلي رأسهم السيسي من القضاء علي الإرهاب وأظهار أن تكليفه لمسؤلي الجيش والشرطه بإنهائه في ظرف 3 أشهر لاقيمة له ,وأنهم يستطيعون الضرب في القاهره وضواحيها !
-وأنهم لايقصدون المدنيين عشوائيا وعموماً لكنهم يقصدون المسيحيين خصوصاً بدليل مرور سيارات بجواره دون ألإعتداء عليها(وهو فهم أعوج وأعرج وأخرق فقد حرم الإسلام الإعتداء علي المسالمين من أهل الديانات ألأخري أو ترويعهم أو ألإعتداء علي أماكن عبادتهم كالكنائس أو المعابد حتي في حالة الحرب فما بالنا في حالة السلم وهم أبناء الوطن ؟!).
-إن هذا ألإرهابي كان معروفاً لأجهزة ألأمن من قبل وقام بعمليات سابقه لكنه كان هارباً فأراد إظهار التحدي لها وإضعاف معنوياتها بتجوله هذا وبلحيته دون الأخذ بأساليب التخفي المعتاده في مثل هذه الحالات.
– إن الإرهاب يكمن دائما ً لفتره بعد كل عمليه كبيره حتي تهدأ الأمور وتخفف الإجراءات الأمنيه ثم يعود ليضرب في نقطة ومنطقة أخري ضعيفه التحصين لكنها تحدث دوياً وفرقعه إعلاميه تحقق لهم الهدف في تجنيد عناصر جديده وإثارة اللغط حول قدرة الدوله علي مواجهته فضلاً عن إجتثاثه أو القضاء عليه.
– إن هذا ألإرهابي كان يسعي سعياً لأن يقتله أحد بكشف نفسه بهذا الشكل الظاهر وفي وسط الشارع لينال –في زعمه وتفكيره الشهاده التي يسعي إليها بإرتكاب هذا الفعل المخالف لدينه وعقيدته- ولم يكن في مخيلته أن يتم القبض عليه حياً وهو أقسي عليه في نظره من أن يلقي حتفه؟!
– إن الأدوات التي كانت مع هذا ألإرهابي أدوات بدائيه بخلاف الرشاش مما يدل علي أن هذه الخليه خليه قليلة العدد ومحدودة ألإمكانيات لكنها متأثره بفكر داعش وجماعات التكفير وقد تكون من أنواع الذئاب المنفرده التي تخطط بمفردها ووفق ماتستطيع من إمكانيات لكنها لاتدرك خطورة تصرفاتها علي المدي البعيد حيث أنها بهذه ألأعمال تفتح الباب للتدخل الأجنبي حسب قانون حماية ألأقليات الذي تتبناه أمريكا وقد يكون هذا واضحاً عند الرءوس الخفيه والمحركه لهذه المجموعات بتحالفها مع أجهزة مخابرات خارجيه لكن ألأفراد المنفذين قد لاتصل لهم هذه الحقائق وإن كان بعضهم بسذاجه يسعون لجذب وإستدراج المستعمر والمحتل الخارجي لبلادهم بحجة أن هذا سيوقظ الناس ويوقظ فيهم روح الجهاد ويدفعهم للمقاومه وهي نظريه جهنميه تدمر الحرث والنسل وتجربة العراق خير دليل!
– كان من المشاهد المحيره تكريم وزير الداخليه المصري لقيادات الداخليه المسؤلين عن تأمين الكنائس والكلام في ألإعلام عن النجاح في إحباط مخطط كبير للإرهابيين ,ولا ندري متي يُحاسَب المسؤلون خاصة أنه تم قتل 10 أشخاص وأصيب أخرون وتجول ألإرهابي في وسط الشارع في منظر مستفز لرجل الشارع العادي الذي يتساءل إين قوي التأمين ولماذا تركته هكذا؟ فما بالنا برجال الأمن المحترفين؟
-ليس هناك قوه علي ألأرض تستطيع منع شخص يريد الموت خاصة إذا إقترن بعقيدة أن قتله وموته سيدخله جنات عدن ينعم فيها باللذات والمتع الحسيه دون عذاب ولا حساب –وهو أمر خطأ- لكن تستطيع الدول تقليل فرص نجاح هذه الأعمال وتخفيض أعداد الضحايا بعمل إستخباراتي ضخم من حيث رصد ألأفراد القابلين لهذه ألأفكار ونشر الردود عليها من المتخصصين واليقظه والأنتباه ألأمني الدائم والمستمر حتي لايتجول الأرهابيون مرة أخري بهذه ألأريحيه وبهذا ألإطمئنان وبهذا الإستهتار وبهذا ألإستفزاز؟!