مقترح ترمب حول “تطهير” غزة متطرف وخطر

2

تثير تصريحات الرئيس الأميركي الجدلية عن غزة نقاشاً حول حقوق الإنسان، لكنها قد تبدو أقرب إلى سياسة “التطهير العرقي”
سام كيلي
فلسطينيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال غزة، وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”، في مدينة غزة، في الـ27 من يناير 2025 (رويترز)
ملخص
تصريحات ترمب حول تفريغ غزة من سكانها ونقلهم إلى دول مجاورة تثير انتقادات واسعة، إذ يعتبرها كثيرون دعماً لسياسات إسرائيلية متطرفة ودعوة إلى التطهير العرقي
ما تعلمناه من رئاسة ترمب الثانية هي أنه يقرن القول بالفعل على الأرجح، إذ قال الرجل إنه سيوقف المساعدات الأميركية لأوكرانيا، وفعل، وفي تصريحاته الأخيرة عن غزة، وضع كل ثقله وراء فكرة هامشية يطرحها اليمين الإسرائيلي المتطرف، وهي تفريغ القطاع من سكانه.
وكشف أمام المراسلين الصحافيين الذين رافقوه على متن الطائرة الرئاسية أنه اتصل للتو بالملك الأردني عبدالله الثاني. “قلت له ’أود أن تستقبل مزيداً من الأشخاص لأنني أنظر إلى كامل قطاع غزة الآن، وهو في خراب تام‘”، كما شرح ترمب للصحافيين.
وأضاف أنه يود أن تستقبل مصر مزيداً من الفلسطينيين كذلك وأنه سيتحدث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الأحد.
اقرأ المزيد
الأردن يتلقى “اقتراحات ترمب” بهدوء دبلوماسي ورفض شعبي
كيف تنظر مصر والأردن وفلسطين لمقترح ترمب نقل سكان غزة؟
إحباط أممي من قضاء حرب غزة على عقود التنمية
182 مخططا… ولاية ترمب الثانية “فرصة لن تتكرر” للتوسع الاستيطاني
إن هذه التصريحات، وما تنم عنه من محاولة ظاهرية لإقناع بلدين مجاورين لإسرائيل بالموافقة على استيعاب مئات آلاف الأشخاص الذين قصفت إسرائيل منازلهم وهجرتهم منها، تجعل من الرئيس الأميركي مؤيداً لآراء سياسيين إسرائيليين أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
فقد طرح الاثنان فكرة إزالة الفلسطينيين “الطوعية” من غزة حيث قُتل أكثر من 45 ألف شخص فيما استحال معظم القطاع الذي يؤوي نحو 2.3 مليون شخص ركاماً.
إن تبني سياسة متعمدة تهدف إلى إبعاد المدنيين عن منازلهم أمر يعتبره القانون الدولي جريمة حرب، إنما أفادت التقارير أن الرئيس ترمب قال للصحافيين إن غزة “موقع دمار كلي حرفياً في الوقت الحالي”.
وتابع بقوله “أفضل التواصل مع بعض الدول العربية وبناء مساكن في موقع آخر حيث قد يتسنى لهم العيش بسلام على سبيل التغيير”، مضيفاً “نتحدث عن مليون ونصف المليون شخص تقريباً، وبعدها نطهر المكان بأكمله”.
واحتمى اللاجئون الفلسطينيون الهاربون من حرب عام 1947-1948 بين العرب وإسرائيل، بالضفة الغربية ولبنان والأردن ومصر، ولحق بهم آخرون بعد استيلاء إسرائيل على القدس والضفة الغربية في 1967.
بعد ذلك، عاش كل من لبنان والأردن عشرات الأعوام من الاضطرابات والحروب الأهلية والتمرد المسلح فيما حاربت الفصائل الفلسطينية بهدف زعزعة إسرائيل والعودة إلى منازلها. اغتيل الملك عبدالله الأول على يد قاتل داخل المسجد الأقصى في القدس عام 1951، وفي وقت كان خصومه يعتبرونه ليناً أكثر من المطلوب مع الدولة العبرية الحديثة النشأة.
لا شك أن الأردن ومصر تشعران بالرعب من تصريحات ترمب الأخيرة التي تنم عن جهل بالتاريخ الحديث.
أما غزة والضفة الغربية، فلطالما كانتا تعتبران الأراضي التي قد تنشأ عليها الدولة الفلسطينية المستقبلية، لكن من خلال تأييده فكرة نقل الفلسطينيين إلى مكان آخر سواء بصورة موقتة أم دائمة، وإن في الأردن أو مصر، يخاطر ترمب باتهامه بدعم سياسة “تطهير عرقي”.

التعليقات معطلة.