تسبب إطلاق تطبيق الذكاء الاصطناعي الجديد في تراجع كبير لأسهم شركات التكنولوجيا العالمية
وكالات
ملخص
أظهر روبوت الدردشة الذي طورته شركة “ديبسيك” الناشئة التي تتخذ من مدينة هانغتشو في شرق الصين مقراً لها، قدرة على منافسة شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية مقابل استثمارات بسيطة.
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منخفض الكلفة “ديب سيك” هو بمثابة “جرس إنذار” للشركات الأميركية بعدما تسبب إطلاق التطبيق الصيني في تراجع كبير لأسهم شركات التكنولوجيا العالمية.
وقال ترمب خلال مؤتمر للحزب جمهوري في ميامي أمس الإثنين، “نأمل في أن يكون إطلاق (ديب سيك) للذكاء الاصطناعي من شركة صينية بمثابة جرس إنذار لحاجة صناعاتنا إلى التركيز الحاد على المنافسة للفوز”، لكنه استطرد معتبراً أن هذه الصدمة قد تكون أيضاً “إيجابية” بالنسبة إلى “سيليكون فالي” لتدفعه إلى الابتكار بكلفة أقل، مشيراً إلى أنه “بدلاً من إنفاق المليارات ستنفق أقل على أمل أن تصل إلى الحل نفسه”.
ولم يحظَ إطلاق آخر نموذج لـ”ديب سيك” بداية باهتمام كبير إذ هيمن عليه تنصيب ترمب في اليوم ذاته. لكن روبوت الدردشة الصيني المعتمد على الذكاء الاصطناعي حقق انتشاراً كبيراً نهاية الأسبوع ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلاً في سوق التطبيقات التابع لشركة “أبل” في الولايات المتحدة، ليحل مكان “تشات جي بي تي” الذي طورته شركة “أوبن أي آي”.
وكانت المفاجأة الأكبر التي هزّت القطاع، إعلان “ديب سيك” بأنها طورت نسختها الأخيرة “آر1” بجزء صغير من الكلفة التي تتكبدها الشركات الكبرى في تطوير الذكاء الاصطناعي، خصوصاً على شرائح “نفيديا” الإلكترونية وبرامجها.
ويحمل الأمر أهمية بالغة نظراً إلى أن ازدهار الذكاء الاصطناعي الذي لعب إطلاق “تشات جي بي تي” أواخر عام 2022 دوراً أساسياً فيه، حوّل “نفيديا” إلى إحدى شركات العالم الأعلى قيمة.
هبوط “وول ستريت”
وهبطت “وول ستريت” أمس الإثنين هبوطاً حاداً بقيادة سهم “شركة إنفيديا” الذي انهار بنسبة تاريخية تصل إلى 17 في المئة، إذ تجاوزت الخسائر في أسهم التكنولوجيا الكبرى تريليون دولار بسبب “ديب سيك”.
وأظهر روبوت الدردشة الذي طورته شركة “ديب سيك” الناشئة التي تتخذ من مدينة هانغتشو في شرق الصين مقراً لها، قدرة على منافسة شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية مقابل استثمارات بسيطة.
وكان ترمب أعلن الأسبوع الماضي بعد تنصيبه لولاية ثانية عن مشروع بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بقيادة مجموعة “سوفت بانك” اليابانية وشركتي “أوبن آي” و”تشات جي بي تي” الأميركيتين.
وأظهر التطبيق الصيني نموذجاً متطوراً، لكن بكلفة أقل بكثير مقارنة ببرامج الدردشة في الشركات الأميركية، فهو يحتاج إلى 5 ملايين دولار فقط لتطوير مهمات أولية شبيهة في برنامج “تشات جي بي”، بينما يحتاج الأخير إلى 100 مليون دولار للقيام بها.
وكذلك فإن التطبيق الصيني استخدم شرائح ذكاء اصطناعي قديمة نسبياً تعود لعام 2021 من “شركة إنفيديا”، وبعدد قليل نسبياً عما تستخدمه شركات كبرى مثل “غوغل” و “أوبن إي آي” المالكة لـ”تشات جي بي تي”، مما ترك علامات استفهام حول مدى الحاجة الفعلية إلى شرائح متقدمة من “إنفيديا” لتشغيل برامج الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لـ”أوبن أي آي” سام ألتمان في منشور على “إكس” بأن “وجود منافس جديد هو أمر محفّز”. ووصف “آر1” بأنه “نموذج مثير للإعجاب، خصوصاً في ما يتعلق بما تمكنوا من إنجازه مقابل الثمن” الزهيد، متعهداً تسريع عمليات إطلاق “أوبن أي آي” لنماذج جديدة.
والتحول الذي أحدثه تطبيق “ديب سيك” قد يغير قواعد اللعبة في صناعة الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي عموماً، إذ قد يلغي الهيمنة الأميركية في هذه القطاعات ويفتح مجالات لدول أخرى لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي بأقل كلفة، عكس ما كان يشاع سابقاً بأن الصناعة تحتاج إلى رقائق متطورة ومبالغ ضخمة.