فرج بغداد يأتي ولا يأتي.. فخري كريم و”معلّقة” رئيس كولومبيا ضد ترامب

3

في ثالث مقال له ضمن سلسلة مراجعة صريحة ونقد مفتوح للنظام السياسي في بغداد، يتضامن فخري كريم رئيس مؤسسة المدى والسياسي العراقي المخضرم، مع “مانفيستو” انتشر بين الناس خلال اليومين الماضيين كتبه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، كرسالة إلى دونالد ترامب الواصل مرة أخرى إلى البيت الأبيض، وهي تعتب بغضب على الدور الأميركي التاريخي، ولا يفوت فخري كريم الفرصة، لاستعادة الرسالة وليواصل استعراضاً ناقداً لمسار العملية السياسية في العراق، وتوقيتات الوضع الإقليمي والدولي المتحول، مستخدماً عبارة “الفرج في بغداد يأتي ولا يأتي”.
فخري كريم يتذكر انسحاب الصدر: إنه برلمان الخاسرين فكيف …
فخري كريم يتذكر انسحاب الصدر: إنه برلمان الخاسرين فكيف يمرر قوانين استراتيجية؟
فخري كريم يصعّد ضد البرلمان.. هذا
فخري كريم يصعّد ضد البرلمان.. هذا “ليل الهزيمة” في بغداد
مقال فخري كريم الذي نشرته جريدة المدى البغدادية وتابعته 964:
أنا مواطن من بلد الخرائب الذي كان يوماً قبلة العالم، عِلماً وثقافة وإبتكاراً. أجد توأمي في هذا الساحر المبهر توقاً للحرية والعدالة، الجسور في مواجهة التحدي، المتوهج بأحلام أبطال الثورة “الرئيس الكولومبي” غوستافو بيترو الذي يتماهى مع بطل “مئة عام من العزلة” اورليانو بوينديا، وهو يتدفق شعراً وإبداعاً خطابياً مثل ينابيع الفرح والسعادة والحرية، متفاخراً بانتسابه إلى الشرق، إلى امتداد الحضارة إلى الأندلس وهو يخاطب الرئيس ترامب، ملتزما بلغة الثوار وأدب الخطاب الرزين، غير مُعّيرٍ أو شتامٍ إذ يقول له: أنني لا أحب السفر كثيراً إلى أميركا لأنها مملة، لكنه يتغنى بفرائد شاعرها الإنساني العظيموالت ويتمان. ويعبر عن غبطته إذ يمر على حي هارلم، وتلك المعالم التي تنعش الذاكرة وتعيد إليها البدايات حيث التكوين الأول لأمريكا المهاجرين.
إنه لا يحب زيارة أميركا المملة، لكنه يمجد ذكرى ساكو وفانزيتي القائدين العماليين الذين أعدمهما الفاشيون في أميركا!
وهو لا يحب زيارة أميركا “المملة” كثيراً. لكنه يحب بول سايمون ونعوم تشومسكي وميلر ويهيم بأشعار والت ويتمان.
هل نظل نحن أبناء هذه المتاهة التي اسمها العراق نحلم برياح الحرية تعبُر إلينا من حيث يتنفس هذا الرئيس، الذي بات بعد رسالته إلى الرئيس ترامب صوت الضمير الإنساني، العلامة المشرقة في دنيا التفاهة التي تحاصرنا؟
أقرأ رسالته، تتنازعني مشاعر السخط والخيبة والأمل المفجوع بانتظار المؤجل.
أعود فأقرأ وأتذكر الجواهري الكبير وهو يقرأ العُراق “مضموماً” وحين يقال أليسَ الضم، كسراً أبا فرات فيقول مفتخراً: لن أقبل أن أقرأ العراق مكسوراً!
يا لحسرتنا، ويا لفجيعة الجواهري إذا ما خيّمت على مثواه أصداء كسيرة العراق اليوم في ظل التفاهة والرثاثة والانكسار العام.
يا حسرتنا، وخيبتنا ونحن نتباهى بانتظار “الفرج” الذي يأتي ولا يأتي إذ نظل بانتظار عملية “انقاذٍ قيصرية” بدلاً من نهوضٍ مباركٍ كفجر تموز منذ صار رمزاً للحرية في زمنٍ سحيقٍ من فجر التاريخ.
أيظل العقم يكابد حسرتنا، ونحن نُبتلى بأشباه رجالٍ يُفسدون ضمائر جيلٍ يأخذه التيه إلى حيث الخواء والانتظار؟
أقرأ مُعَلقة الرئيس غوستافو بيترو وأردد مع نفسي:
أهي محض مصادفة أن يطل علينا مثل هذا الرئيس؛ ليذكرنا بمجد الكلمة التي أتحفنا بها مبدع “مئة عامٍ من العزلة” غابرييل ماركيز؟!
لقراءة نص رسالة الرئيس الكولومبي عبر الرابط:

التعليقات معطلة.