التوازن وستراتيجيات البقاء !!

2

سعيد البدري

لم يعد خافيا حجم الدعم الدولي ولاقليمي الذي تلقاه الكيان اللقيط ليبقى ويستمر بنهجه العدواني الغاشم ،ولعل احد اهم الاهداف التي تبناها محور المقاومة لوقف حالة التدهور التي عاشتها المنطقة تلخص في ( اعادة التوازن ) وعدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية ، وهو توازن لا يمكن حصره بخطوة منفردة قامت بها حركة حماس ،ولا بفقد هذا الكم الكبير من القادة الاعاظم والمجاهدين الاشاوس بل يتطلب الامر فهمًا عميقًا لادوات ومتطلبات استمرار الصراع، وهنا يجب الالتفات للسياق والظروف التي حدثت فيها المواجهة وطبيعة الأدوار الإقليمية وادوات القوة على كافة المستويات ،وبفهم دقيق لمعادلة توازن القوى والأبعاد الجيوسياسية التي مازالت محل تفاعل منذ 7 اكتوبر حتى الان يمكننا ادراك حجم التأثير لقوى المنطقة بما فيها تأثيرات حزب الله وحماس وبقية ساحات المقاومة التي دفعت القوى الكبرى لوضع يدها على الزناد واللجوء لاغتيال القيادات وتحريك العملاء للضغط عليها شعبيا وصولا لتصفية حواضنها ناهيك عن الضغط السياسي والاقتصادي الذي استهدف مشروعيتها السياسية وقرارها الامني وصولا لتحجيم قدرتها العسكرية لخدمة الكيان اللقيط واستمراريته وبقائه كمشروع متبنى غربيا .

ان التحول في توازن القوى سيدفع جبهات المقاومة لاستبدال حالة الاسترخاء والعمل المكشوف الى عمل اكثر سرية وبأدوات مختلفة بعضها اكثر اذى للعدو ،فمن منطلق استشعار التهديد الوجودي الذي يشكله الكيان الغاصب قد نشهد ادورا واستراتيجيات بقاء تختلف كليا عن ما عرفناه وشاهدناه وهو ما قد يؤدي إلى بناء معضلة أمنية جديدة ومعقدة في المواجهة ، ويجعل ( إسرائيل ) في وضع قلق ،ما يعني ان التطبيع واعلان ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد مجرد شعار للاستهلاك المحلي، فحالة التهديد ستتصاعد وبدل التبشير بأسرائيل الكبرى و ستتجه البوصلة لحماية كل من يتحرك على الارض وما يعنيه ذلك من تضخم في النفقات والكلف الامنية والبشرية لهذا التمدد مستقبلا ،وهو ما سيقود بشكل واضح الى ايجاد بنية اكثر تعقيداً ،و قد تجبر بلدان المنطقة على تبني سياسات جديدة تبقي العلاقات مع الكيان الصهيوني بحدودها الدنيا تجنبا لأن تكون اراضيها ساحة لتصفيات ومواجهات لا تستطيع تحملها ودفع اثمانها نيابة عن هذا الكيان المجرم الغاصب الملطخ بدماء الابرياء ..

التعليقات معطلة.