أثار غياب العراق عن القمة الخليجية الأخيرة تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين بغداد ودول الخليج، ومدى تأثير هذا الاستبعاد على مستقبل العراق السياسي والاقتصادي. فبينما كانت بغداد تسعى إلى تعزيز علاقاتها الإقليمية والانخراط في مشاريع التعاون المشترك، جاءت هذه الخطوة لتكشف عن وجود فجوة دبلوماسية آخذة في الاتساع.
أسباب عدم الدعوة
هناك عدة عوامل قد تكون وراء عدم توجيه دعوة للعراق للمشاركة في القمة الخليجية، أبرزها
العلاقات العراقية-الإيرانية. تُعد علاقات العراق الوثيقة مع طهران نقطة خلافية رئيسية مع بعض دول الخليج، التي ترى في هذه العلاقات تهديدًا لاستقرار المنطقة.
السياسات الداخلية العراقية . عدم وضوح الرؤية العراقية بشأن القضايا الإقليمية الكبرى، بالإضافة إلى النفوذ السياسي للفصائل المسلحة، قد يكونان سببًا في تحفظ بعض الدول الخليجية.
عدم الالتزام بالمشاريع المشتركة . فشل العراق في الانخراط الفعلي في بعض المبادرات الاقتصادية والأمنية الخليجية، مما جعله بعيدًا عن أجندة الأولويات.
التداعيات على العراق
غياب العراق عن القمة الخليجية قد تكون له تداعيات خطيرة على مستقبله، ومنها.
التهميش السياسي: قد يؤدي ذلك إلى تقليل الدور العراقي في القرارات الإقليمية الكبرى.
التأثير الاقتصادي: تقليل الاستثمارات الخليجية في العراق، مما قد يفاقم من أزماته الاقتصادية.
زيادة النفوذ الإيراني: مع تقليص التعاون الخليجي، قد تجد بغداد نفسها أكثر انخراطًا في المحور الإيراني .
هل العراق في طريق العزلة؟
بينما يبدو أن العراق يواجه تحديات دبلوماسية كبيرة، فإن العزلة ليست حتمية. ما زالت أمام العراق فرصة لإعادة تقييم سياسته الخارجية وبناء جسور ثقة مع جيرانه الخليجيين، عبر:
تبني سياسة توازن واضحة بين القوى الإقليمية.
تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع دول الخليج.
إعادة بناء الدبلوماسية العراقية لتتجاوز الخلافات وتؤكد دور العراق كجسر للحوار وليس كساحة صراع .
عدم دعوة العراق للقمة الخليجية يعد مؤشرًا على التحديات الدبلوماسية التي تواجهها بغداد، لكنه أيضًا دعوة لمراجعة الأولويات وإعادة رسم العلاقات مع محيطها العربي. فهل ستتمكن بغداد من تصحيح مسارها الدبلوماسي أم أن العزلة ستصبح واقعًا لا مفر منه؟