الفرق بين مصطلح الصم والبكم… وتمكين الصم اجتماعياً

2

“الأصم” هو الشخص الذي لديه مشكلة أو مشاكل عدة صحية أو عضوية في جهاز السمع أدّت إلى فقدانه للسمع وبالتالي أدى ذلك الى عدم قدرته على سماع الأصوات.

ألان مرتينوس، المترجم اللبناني الأميركي الدولي في لغة الإشارة، والناشط في مجال الصم

 

 

عادةً ما نسمع و نقرأ مصطلح الصم والبكم في التواصل الاجمتاعي… رغم الاختلاف بينهما والخطأ الكبير في الجمع بين الكلمتين لوصف الشخص، فلا يمكن أن نقول عن الأصم أبكمأً لأن هناك فرق شاسع بين الأصم والبكم.

 

“الأصم” هو الشخص الذي لديه مشكلة أو مشاكل عدة صحية أو عضوية في جهاز السمع أدّت إلى فقدانه للسمع وبالتالي أدى ذلك الى عدم قدرته على سماع الأصوات.

 

من هنا يمكننا إدراك المفهوم التالي الذي يبيّن أن الأصم هو الشخص الذي تكون لدية مشكلة في أعضاء جهاز السمع، أما مصادر إنتاج الكلام لديه فتكون سليمة وهذا ما يؤثر على قدرته على سماع الأصوات.

 

في حين أنّ “الأبكم” هو الشخص الذي يعاني من مشاكل في أعضاء إنتاج الكلام أو خلل في المراكز المسؤولة عن إنتاج الكلام في الدماغ، رغم كون جهاز السمع لديه سليماً وتكون المشكلة لديه في النطق وإنتاج الكلمات.

 

إن رعاية ذوي الاحتياجات السمعية في المجتمع وإعطائهم حقوقهم التي تكفل لهم حياة إنسانية كريمة تجعل منهم أشخاصاً قادرين على الاندماج في المجتمع، كما يمكن الاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم ومواهبهم التي حباهم المولى بها، وهذا ما يساهم في تعزيز الثقة بأنفسهم وتبادل الثقة بينهم وبين المجتمع المحيط بهم، بحيث إن إدماجهم في المجتمع المدني يهيئهم لكي يصبحوا ممارسين لحقوقهم على جميع الصعد، سواء في التعليم أوالعمل أوالصحة، مما يؤدي إلى التنوع في الإنتاج والتميز والإبداع في شتى مناحي الحياة، وهذا ما يعود بالنفع على المجتمع بالكثير من الطاقة الإيجابية المبذولة منهم.

 

ولا بد لنا هنا من الإشارة إلى أن الأصم قادر على العطاء والعمل والإنجاز كباقي أفراد المجتمع وخصوصاً إذا ما هيأنا له الإمكانات ومنحناه الثقة و قدمنا إليه الفرص المناسبة، فمنهم من وصل إلى أعلى المراتب ونال أعلى الشهادات.

 

ونحن في منطقتنا العربية على وجه العموم قد ينقصنا القليل من ثقافة تمكين الصم وتسهيل التخاطب والتواصل معهم، رغم أن بعض الدول العربية قد خطت في الآونة الأخيرة خطوات متقدمة لنشر تلك اللغة، بمبادرات رائدة تثقيفية تعليمية من مترجمي لغة الإشارة في الوطن العربي موجهة الى العامة من المتكلمين. على سبيل المثال لا الحصر هناك مبادرة “أنامل” التي أسسنا لها بمشاركة إخواننا الصم وبمؤزارة من ألان مرتينوس، إذ اتخذنا شعار “دع أناملك تتكلم” بهدف التوعية الى أهمية استخدام الكلمات الصحيحة.  وقد استطاع من خلالها الصم أن يفرضوا لغتهم الأم لغة الإشارة في المجتمع، بل أضحى الناس يتوقون الى تعلم تلك اللغة التي تمكّنهم من التواصل مع الصم، محفزة لتلك الجهود في تطويع المواد الإشارية ونشرها على نطاق واسع في المجتمع العربي على وجه الخصوص.

 

التعليقات معطلة.