فريق راديو صوت العرب من أمريكا
أكدت طبيبة أمريكية شاركت في علاج المصابين الفلسطينيين إن مأساة أطفال غزة لا مثيل لها في العالم، مشيرة إلى أن الصدمة التي شاهدتها مع هؤلاء الأطفال تفوق كل الصدمات التي مرت عليها خلال حياتها.
جاء ذلك خلال مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة CBS News أجرتها الدكتورة ليزا ثورتون، رئيسة قسم إعادة تأهيل الأطفال في مستشفى “سدرة” بدولة قطر، تحدثت خلالها عن تجربتها في علاج الأطفال القادمين من غزة، والذين يعانون من صدمات نفسية وجسدية جراء الحرب.
وقالت ثورتون خلال المقابلة: “أنا من شيكاغو، ورأيت الكثير من الصدمات في حياتي، الكثير من الصدمات العنيفة، لكنني لم أشاهد شيئًا مثل هذا من قبل”. وتتولى الطبيبة الأمريكية مسؤولية تأهيل أطفال من غزة تمكنوا من الخروج من القطاع.
مأساة كبيرة
وعرض البرنامج لقطات لأطفال يتلقون العلاج وإعادة التأهيل، بعضهم تمكن من الخروج من القطاع لتلقي الرعاية الطبية. وتحدث عن عدد من الأطفال الذين فقدوا منازلهم وأسرهم جراء القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وفي إحدى اللحظات المؤثرة، سأل أحد المحاورين الأطفال: “كم منكم فقد منزله؟”، فرفع معظم الأطفال أيديهم. ثم سأل: “كم منكم فقد أحد والديه؟”، فارتفعت بعض الأيدي الأخرى.
وعلى الرغم من كل هذه المآسي قالت الدكتورة ثورتون إنها لم تفقد الأمل، وقالت: “الأطفال يمنحونني الأمل. إنهم مرحون وحيويون ويحاولون البقاء على قيد الحياة”.
وسمحت إسرائيل لحوالي 7000 مريض بالعبور للعلاج بالخارج خلال حربها على قطاع غزة، وقامت دولة قطر بإجلاء أكثر من 300 طفل لتلقي العلاج في مستشفى السدرة القطري، الذي تبلغ تكلفته 8 مليارات دولار، وخصص جناحًا لعلاج أطفال غزة.
كفاح من أجل البقاء
والعديد من هؤلاء الأطفال هم مرضى الدكتورة ليزا ثورنتون، رئيسة قسم إعادة تأهيل الأطفال في مستشفى السدرة.
وقالت ثورنتون: “هدفنا هو إعادتهم إلى طفولتهم التي افتقدوها خلال أجواء الحرب. وكما تعلمون، اللعب هو النشاط الأساسي للطفولة. لذا، نريد أن نتمكن من إعادة هؤلاء الأطفال إلى قدرتهم على اللعب.
وأشارت إلى أنه كان من بين الأطفال من يعاني من بتر عدة أطراف، ورغم ذلك كانوا يتمتعون بالمرونة لتقبل ذلك”.
وأضافت: “كان لديّ طفل، للأسف، فقد ذراعيه، وخضع لبتر من عند الكتفين، وكان عمره تسع سنوات. وفي غضون أسابيع قليلة، أصبح يستخدم قدميه في إطعام نفسه، كما كان يستطيع الكتابة قليلًا، لقد تمكن من إمساك القلم بأصابع قدميه. إنه لأمر مدهش حقًا”.
وتابعت ثورنتون قائلة: “هؤلاء الأطفال منحوني الأمل. أعني، إنهم مرحون، وحيويون، ويكافحون من أجل البقاء. أؤمن بأن الروح الإنسانية رائعة، وروح الأطفال تفوق ما نملكه نحن البالغين”.
طبيبة أمريكية: صدمة أطفال غزة تفوق الخيال.. ولم أشهد مثلها في حياتي

التعليقات معطلة.