“الضمور البقعي” هو أحد أمراض العين التي تُسبب تشوش الرؤية أو ضعف الرؤية المركزية، ويَنتج من تدهور جزء من الشبكية يُعرف بالبقعة الشبكية المسؤولة عن الرؤية المركزية. تنتشر هذه الحالة المرَضية بين الأشخاص الذين يزيد عمرهم على 50 عاماً، وفق موقع “مايو كلينك” الطبّي.
الطالبة عربية شاهد التي تخرجت العام الفائت في معهد دبي للابتكار نجحت في التوصل إلى حل يساعد المرضى على ممارسة حياتهم بشكل أفضل وأقل تعباً، عبر تصميمها تطبيقاً يعتمد على تقنية “الإثنوغرافيا” الطبيّة والتحليل الفينومولوجي، أي الجمع بين الطب وعلم النفس التحليلي لمعايشة حالة المريض، وفق حديثها إلى “النهار”.
تشرح شاهد ابتكارها وآلية تفاعله ونتائجه مع الحالات بقولها: “اعتمدت على دراسة التجارب الحية للأشخاص المصابين بهذا المرض، وركزت على فهم كيف يعيشون ويشعرون ويتعاملون مع فقدان الرؤية في حياتهم اليومية، بدلاً من النظر إلى المرض من زاوية طبية تقليدية فقط، فقد استخدمت في مشروعي منهجية بحثية عميقة تجمع بين الإثنوغرافيا الطبية والتحليل الفينومينولوجي التفسيري”.
حياة جديدة لمرضى الضمور البقعي
ويُمثّل المشروع نقلة نوعية في كيفية فهم المرض من منظور المريض، وليس فقط من منظور الطبيب، فهناك إمكانية لتطوير المشروع ليخدم فئات أوسع مستقبلاً، عبر استخدام تقنية “OpenCV”، والرؤية المجسمة وتقنيات إدراك العمق لتعزيز القدرات الملاحية للتطبيق، والصحة البدنية للمرضى الذين يعانون من ضعف البصر، بهدف تعزيز استقلالهم وجودة حياتهم.
تقول شاهد إنها بناء على هذه المعطيات التي جمعتها من الميدان، طورت نموذجاً أولياً لحل عملي عبارة عن تطبيق ذكي يشمل دليلاً صوتياً تفاعلياً يعتمد على سيناريوات واقعية، ويقدم تذكيرات وتوجيهات ومحتوى داعماً، نفسياً واجتماعياً، مبنياً على حاجات المرضى الحقيقية والافتراضية.
وتضيف أنها استخدمت أيضاً تقنية الرؤية الاستريو لإنشاء نماذج بيئية دقيقة، عند الدمج مع خوارزميات إدراك العمق، بغرض تطوير نظام ردود فعل ديناميكي وتفاعلي، من أجل مساعدة المستخدمين على التنقل بأمان وثقة في المساحات.
ومن أبرز ايجابيات هذا التطبيق الذي تعمل على تطويره مع مجموعة من الزملاء في وزارة الصحة وهيئة المجتمع في دبي إدراج خاصية المكبرّ الذي يساعد المريض على رؤية الأشياء الصغيرة، ويمكّنه من تحسين اكتشاف مداخل الأبواب والأشخاص والأشياء.
المساعد الإنساني والممرض الافتراضي
يضم هذا التطبيق أيضاً خاصية القراءة، إذ إن أدوات القراءة والكتابة تمكّن من إملاء النص، بصوت عالٍ غالباً. ويمكن استخدام هذه الأدوات للنصوص الطويلة، مثل الرسائل والمستندات، بالإضافة إلى الكتب وغيرها من المواد للقراءة الترفيهية. كما تتوافر في هذا التطبيق ميزة الكتابة نيابةً عن الشخص المريض باستخدام الأوامر الصوتية.
ويتضمن التطبيق الذي ابتكرته شاهد خاصية “كن عيني”، وهي ميزة تساعد المرضى في حياتهم اليومية كممارسة المشي والرياضة والبحث عن أغراض ما. وهي تعمل حالياً مع فريق في الوزارة على تطوير ميزات التطبيق، تحديداً خاصية القراءة والإرشاد، وكأن المريض يعيش مع ممرضه الاقتراضي، ويتم تطوير التطبيق عبر تقنية الذكاء الاصطناعي ليقوم المساعد الافتراضي بتذكير المريض بمواعيد الدواء مثلاً، أو بمواعيد إجراء الفحوص الطبية، كذلك المساعدة في دفع ثمن المشتريات والفواتير عبر الهاتف، وما إلى ذلك.