ديوان.. للمرأة!

4

 

 

أسرار جوهر حيات

يمكن ملء عشرات المقالات بتاريخ الديوانية في البلاد، وكيف انها أحد أبرز ملامح المجتمع الكويتي، ومدى تأثيرها في العلاقات الاجتماعية والترابط والتلاحم، بل حتى أهميتها كمنتدى ثقافي، فكري، أدبي وسياسي.
الا ان ما كان يشغلني منذ الطفولة: لماذا بدأت الديوانية، واستمرت لسنوات طويلة، حكراً للرجال دون النساء؟ فكانت بكل ما تحمله من ايجابيات على مستوى العلاقات الاجتماعية وغيرها، ملكاً لهم دوناً عن المرأة في البلاد.

وخلال هذه السنوات التي مضت، وتحديداً خلال العقدين الأخيرين من الزمن، شهد المجتمع الكويتي ولادة أكثر من تجربة لدواوين نسائية أو حتى مختلطة، والمفارقة انها لطالما كانت تجارب محل ترحيب، سواء من رواد تلك الديوانيات أو من المجتمع.

ولعل الديوانية النسائية، التي أعلنت ونساء جوهر حيات عنها، والتي تفتح أبوابها شهرياً أمام النساء من مختلف أطياف المجتمع، إحدى هذه التجارب، التي ـ ولله الحمد ـ حققت نجاحاً باستقبال العديد من النساء للفكرة، وارتياد الديوانية.

ولا يمكن نكران أن الهدف الأول من وراء الإعلان عن الديوانية النسائية، كان لخلق فرصة التقاء دورية، بين نساء العائلة، لزيادة صلة الرحم والترابط بينهن، وكذلك لإيجاد قناة تواصل اجتماعي واقعية، تجمع مجموعة من نخبة نساء البلاد، في لقاء معاً، للتعارف، والمناقشة والاستفادة.

وخرجنا في الديوانية النسائية، التي مر على إنشائها ما يقارب العام، بفكرة استضافة متحدثات، متخصصات في مجالات مختلفة، كالمجال القانوني، والصحي والنفسي والاجتماعي وغيرها، وذلك حتى لا تكون الجلسة خالية من الاستفادة العلمية، بالتالي نضع علم وخبرة الخبيرات من رواد الديوانية، تحت استفادة البقية منهن حتى تعم الفائدة.

تجربة الديوانية ميّزت المجتمع الكويتي بشكل عام في المنطقة، فهذه المنتديات، الاجتماعية والثقافية والفكرية، بكل ما حملته من فرص للنقاش والتباحث والحوار المفتوح، كانت أحد أبرز أسباب خلق عقول كويتية تفكّر، وتناقش وتبحث وتسأل، والأهم من ذلك منفتحة على الآخر، ومتقبلة للرأي الآخر، رغم كل السلبيات التي قد تحملها أحياناً، شأنها شأن أي ظاهرة اجتماعية تحمل ايجابياتها وسلبياتها.

وها هي اليوم تتمدّد لتخرج من احتكار الرجال، وتتكون دواوين ومنتديات للنساء الكويتيات، آملين أن تستفيد المرأة من ايجابيات الديوانية بكل ما تتيحه من فرص للنقاشات والتعارف والتواصل والانفتاح على الآخرين، وأن يكون ديواننا أحد هذه الدواوين النسائية المفيدة في المجتمع.

بالمناسبة لمن ترغب من النساء الانضمام إلى جمعنا المميز، فموعد الديوان هو بعد صلاة العشاء في كل أول اثنين من الشهر، والعين أوسع من المكان.

 

أسرار جوهر حيات 

 

التعليقات معطلة.