السبب والدوافع وراء تأجيل الجولة الرابعة من محادثات إيران- أميركا

9

ربما تتعلق بخلافات حول تفاصيل تخص نسبة تخصيب اليورانيوم والتخلص من مخزونه وآليات المراقبة

حذرت واشنطن طهران من عواقب دعمها الحوثيين في اليمن (مواقع التواصل)

ملخص

لا يوجد سبب واضح معلن، لكن يمكن التكهن بأسباب التأجيل والتي في الغالب ترجع للطرف الإيراني، فقد تزامنت مع الجولة الثالثة أحداث ثلاثة، الأول والأهم كان انفجاراً قوياً أعقبه حريق هائل في ميناء رجائي الإيراني قرب بندر عباس، مما أسفر عن مقتل 70 شخصاً وإصابة 1200 آخرين.

أعلن وزير الخارجية العُماني تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات الإيرانية – الأميركية التي كان من المقرر عقدها لأسباب لوجستية.

وأجرت واشنطن وطهران مفاوضات خلال الشهر الماضي في شأن اتفاق لكبح البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات، وكانت عقدت ثلاث جولات والرابعة على وشك الانعقاد.

الجولة لثالثة كانت على المستوى السياسي بين الوفدين الأميركي والإيراني وعلى المستوى الفني بين الخبراء لمناقشة التفاصيل الفنية الخاصة بالبرنامج النووي، وعلى رغم أهمية تلك الجولة إلا أن وزير الخارجية الإيراني أعلن انتهاءها بإيجابية، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا جرى تأجيل الجولة الرابعة التي كان مقرر عقدها في روما السبت المقبل، وكان سيتزامن معها لقاء بين إيران والـ “ترويكا” الأوروبية اليوم الجمعة قبل المحادثات؟

لا يوجد سبب واضح معلن، لكن يمكن التكهن بأسباب التأجيل والتي في الغالب سببها الطرف الإيراني، فقد تزامن مع الجولة الثالثة أحداث ثلاثة، الأول والأهم كان انفجاراً قوياً أعقبه حريق هائل في ميناء رجائي الإيراني قرب بندر عباس، مما أسفر عن مقتل 70 شخصاً وإصابة 1200 آخرين، وتسبب الانفجار الذي بدأ في مجموعة من الحاويات على رصيف الميناء الذي يخزن وقوداً صلباً يستخدم في الصواريخ الباليستية، في دمار كبير وتعطيل أنشطة الميناء، وقد أسفرت الانفجارات عن خسائر اقتصادية تقدر بـ  4 مليارات دولار، أي ما يعادل 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، كما بلغت الأضرار الاقتصادية الناجمة عن تعطل الميناء 324 تريليون تومان.

ويعد الميناء المركز البحري الرئيس لإيران حيث يدير نحو 60 في المئة من التجارة البحرية، وأكثر من 53 في المئة من إجمال عمليات تحميل وتفريغ البضائع، فهو الشريان الحيوي للبنية التحتية التجارية نظراً إلى أن 70 في المئة من واردات إيران و30 في المئة من صادراتها غير النفطية تمر عبر الموانئ الوطنية، وأي توقف سيؤدي إلى تأثيرات كبيرة، إذ إن إغلاق ميناء رجائي مدة 90 يوماً سيؤدي إلى اضطراب في سلاسل التوريد المحلية، ولا سيما في قطاعات حيوية مثل الكيماويات والبتروكيماويات وصناعة السيارات وإنتاج الأغذية، ومن المتوقع أن تصل الخسائر في بعض القطاعات إلى تريليونات عدة.

والحدث الثاني بعد الانفجار فكان فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات ضد أفراد وكيانات في إيران، وشبكة مقرها الصين وإيران، قيل إنها مسؤولة عن تسهيل شراء بيركلورات الصوديوم، وثنائي أوكتيل سيباكات من الصين إلى إيران، والتي تستخدم في محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب وصناعة الصواريخ الباليستية، وقد دانت إيران العقوبات الأميركية الجديدة واعتبرتها ازدواجية وتناقضاً من الجانب الأميركي، لأنها جرت في وقت إجراء المحادثات نفسه.

التعليقات معطلة.