الإعلام العربى وتشغيل الشباب

1

 

 

حنان يوسف

تشير ملامح التقرير العربي  للتشغيل إلى أن العالم العربي يشهد اليوم بكل أسف تدهور أوضاع التشغيل في غالبية البلدان العربية، فقد تزايد معدل البطالة فيها في ظل تأخر تنفيذ ما أقر من عقد عربي للتشغيل وبرامج تنفيذية له، نتيجة لأوضاع التشغيل، وخشيتنا الكبيرة في هذه الأوضاع هي زيادة تفاقم الأوضاع الاجتماعية، وهو أمر كفيل بالعودة إلى المربع الأول عندما كان المنطلق هو المزيد من فرص التشغيل والعدالة الاجتماعية. وإن ما يحدث من أحداث تاريخية جسيمة انعكاسهم على أوضاع التشغيل خطير للغاية في الأمد المنظور فالتأثيرات الحادثة تمتد لجميع البلدان العربية دون إستثناء.

وتأتي أهمية فئات الشباب العربي باعتبارها عصب الأمة العربية ومفتاح التقدم، إلا أنها مع الأسف الفئة الأكثر تضررا بمشكلة البطالة في العالم العربي، حيث تشير الإحصائيات إلى تزايد ملحوظ في ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب بعد الأحداث السياسية الأخيرة، وبصفة خاصة ما سمي ببطالة المتعلمين التي تشير إلى ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف المتعلمين وذوي المؤهلات العليا.

ومن جانب آخر فإن للتوجيه المهني دورا رئيسيّا في تحقيق أهداف التعّلم مدى الحياة، والاندماج الاجتماعي وتحسين جدوى سوق تشغيل الشباب والعمل والتنميّة الاقتصادية.. حيث يساعد على دعم التشغيلية وتحسين مردود منظومة التربية والتدريب ويساعد على تحسين استغلال آليات التشغيل والإدماج المهني.

وتحقيق أكبر قدر ممكن من التوازن بين إحتياجات الأفراد واحتياجات سوق تشغيل الشباب والعمل.

وليس بخاف على أحد الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام الآن في صناعة وإحداث التغييرات في العالم العربي، وتداخله في تشكيل وجدان ومسارات حياتية للشباب العربي إما سلبا أو إيجابا.. الأمر الذي يطرح نفسه سعيا للحصول على إجابة:ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام العربي في تشغيل الشباب وكيف يمكن أن يساعد كل من الإعلام العربي ومكاتب التوجيه والتأهيل المهني كليهما الآخر في تقديم الإعلام الشامل باستمرار حول ما توفره منظومات التربية والتعليم التقني والتدريب المهني والتعليم العالي من فرص لمواصلة التعلم أو تغيير التوجه طبقا للطموحات الشخصية للأفراد ولميولهم.

للتعامل مع القضايا المرتبطة بالتشغيل بما يضمن حياة كريمة للشباب  في ضوء المتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتزايدة التي تشهدها الساحة الدولية والتي تنعكس على الخريطة العربية وعلى قضايا تشغيل الشباب والعمل بشكل عام والتشغيل والتنمية البشرية بشكل خاص.
ومن أهم المحددات التي يجب الإهتمام بها عند التركيز علي تفعيل دور الإعلام في دعم  تشغيل الشباب هي ضرورة إبراز الإعلام العربي لأهداف مشاركة  تشغيل الشباب والعمل:
* ويضمن الهدف الأشمل للمشاركة ضرورة تحقيق ثلاثة أهداف عامة هي:
* أولاً: الهدف الإنساني والاجتماعي الذي يتضمن تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين، والارتقاء بمستوى الأسرة، مع العلم أن تكافؤ الفرص لا يعني بالضرورة تشابهها.
* ثانياً: الهدف الإقتصادي الذي يتضمن الإستثمار الأمثل للموارد البشرية لتحقيق النمو الإقتصادي المرغوب والإنتاجية العالية والعائد المناسب على الفرد والمؤسسة والمجتمع.
* ثالثاً: الهدف الثقافي الذي يتضمن ترسيخ ثقافة إيجابية لمكانة تشغيل الشباب والعمل ودورها في المجتمع وتعظيم قيمة تشغيل الشباب والعمل بأنواعه ومستوياته المختلفة للمرأة والرجل على السواء.
وكذلك على الإعلام العربي خلق بيئة إعلامية مساندة لمكاتب التاهيل والتوجيه المهني وضرورة إعادة النظر في بعض المقررات الدراسية خاصة في مراحل التعليم الأساسي التي تبث القيم بشكل ضمني في نفوس النشء والأطفال مما يضمن وضع قيمة تشغيل الشباب والعمل في اجندة إهتمامات النشء وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة ولن يتسنى ذلك دون تنسيق وتكامل بين منظمات المجتمع المدني المعنية بتشغيل الشباب والعمل ووزارات التعليم في المنطقة العربية و إعادة النظر في برامج التأهيل والتعليم العالي بما يتناسب مع سوق تشغيل الشباب والعمل من خلال الإهتمام بالتعليم التطبيقي وليس النظري فقط ومشاركة أطراف الإنتاج المستفيدة في تشغيل الشباب والعمل ومفهوم الإختبارات التعليمية من خلال تمويل أنواع من التعليم العالي وفقا لاحتياجاتها الوظيفية وبما يوفر خريج مؤهل ومدرب وجاهز للعمل الفوري وفقا للمواصفات التي تحددها جهات الإنتاج المختلفة كل حسب تخصصه و تطوير التشريعات والقوانين المنظمة للعمل من حيث أساليب التوظيف وأساليب الترقي وقواعد منظمة للثواب والعقاب المهني و إنهاء أسلوب “التوظف الأمن” وإرساء مبدأ التعيين والترقي والاستمرار في تشغيل الشباب والعمل ومفهوم الاختبارات  على أساس الجدارة والإنتاجية وفقا لنظم تقييم موضوعية معلنة مما يسمح التوظيف الأمثال للقوى البشرية والخريجين مع وضع العامل المناسب في المكان المناسب
وضرورة تركيز  الخطاب الإعلامي فى تناوله علي نشر ثقافة تشغيل الشباب والعمل اللائق ومبادىء التعلم مدى الحياة  :
من خلال السعي لتقديم  برامج ومضامين إعلامية تعزز وتنشر قيمة تشغيل الشباب والعمل اللائق ففي ظل تفشي العطالة يتوارى هدف «تشغيل الشباب والعمل ومفهوم الاختبارات  اللائق» وتبقى الأولوية من الناحية تشغيل الشباب والعمل ومفهوم الاختبارات بالنسبة للفرد هي أن يجد عملاً يقتات منه لكي يتمكن من الحياة والعيش، لذا تظهر بعض الظواهر في المجتمعات نتيجة سعي «العطالة» لإيجاد إي عمل يسد جزءاً من حاجتهم وعوزهم، من تلك الظواهر امتهان المهن الهامشية و، تشغيل الشباب والعمل في أعمال بعيدة غير المؤهل ، وتشغيل الشباب والعمل ومفهوم الإختبارات  غير النظامي أو غير الرسمي مع البعد عن تشغيل الشباب والعمل ومفهوم الإختبارات  في مجال الإنتاج لعدم الاقتناع بمردود.
وفي ذات السياق يرتبط أمر تشغيل الشباب والعمل اللائق بشعار ظل يكرر بصورة مستمرة وهو شعار «الشخص المناسب في المكان المناسب» ويقودنا ذلك إلى أمر التأهيل والتنافس الشريف وإلغاء عملية الولاء السياسي التي تعمل على حساب المؤهل بصورة سالبة، مما يؤدى إلى وضع الأمر في نصابه مع  الاعتراف الرسمي بمشكلة العطالة وتحديد حجمها ووضع الحلول اللازمة لها
وتقديم الخطاب الإعلامي العربي لمضامين وبرامج تسعى إلى دراسة مناهج تشغيل الشباب والعمل ومفهوم الإختبارات اللازمة لتكوين عمال مهرة وعمال متوسطي المهارة ، ورفع مستوى مهارة العاملين فى الصناعة وفى المجالات الأخرى من خلال إستخدام ونشر الثقافة الإعلامية فى دراسة وإعداد وإنتاج مساعدات التدريب السمعية والبصرية وغيرها  للازمة لقبول مفهوم الإختبارات فى تشغيل الشباب والعمل مع
. أهمية تقديم وسائل الإعلام لمضامين تعليمية وتثقيفية ومعرفية حول برامج التدريب التحويلي .
وإنتاج البرامج والمواد الإعلامية المختلفة التي تدعو إلى التأكيد على ضرورة إعادة إحياء مفهوم تشغيل الشباب والعمل الحر وإطلاق المبادرات الفردية وروح الإبداع والابتكار والتجديد بوجه خاص داخل فئات الطلاب والشباب وحديثي التخرج فى مجتمعنا العربي .
. مع إلقاء الضوء على الشخصيات القيادية والناجحة فى المجتمع العمالي المحلى ،مما يؤدى إلى دعم الترابط والتضامن بين أفراد المجتمع فى مواجهة ما يمكن أن يتعرض له أفراد المجتمع من كوارث ومشكلات وأحداث،مع تحفيز المواطنين على تنظيم أنفسهم لمواجهة القضايا وإيضاح سبل هذا التنظيم ومن هنا يأتي  ضبط مستوى ومفهوم تشغيل الشباب والعمل داخل المجتمع نفسه ويضمن المشاركة الجماعية تقديم وسائل الإعلام لعدد من النماذج والخبرات الدولية التي تبرز تعزيز القدرة التنافسية للصناعات الوطنية خاصة الصغيرة منها والمتوسطة في الأسواق الإقليمية والدولية وكيفية تشجيع هذه المؤسسات للدخول في مجالات التصدير المختلفةمع تكثيف التناول الإعلامي وبصفة خاصة الأداء الدرامي التليفزيوني والسينمائي  فى إدخال مواد درامية تسعى إلى تعظيم دور المهن التي يتزايد عليها الطلب حالياً داخل أسواق تشغيل الشباب والعمل العربية  مثل المهن المرتبطة بالمجال السياحي والأنشطة الفندقية ومبرمجي الكمبيوتر وبعض التخصصات في مجال الهندسة مثل العمارة والميكانيكا والكهرباء وبعض التخصصات الطبية، مثل  فنيي المعامل الطبية وخبراء الأشعة بجانب والمختصين في مجالات الصرافةوالتأمين والأعمال المالية.
والسعي من خلال الخطاب الاعلامي إلى الإجابة على تساؤل كيف يمكن للمنطقة العربية القيام بتطوير مهارات وقدرات مواطنيها لتلبية احتياجات سوق تشغيل الشباب والعمل ؟ من خلال توضيح الأدوار المختلفة للمجتمع الرسمي والمدني وأهمية مشاركة مؤسسات تشغيل الشباب والعمل ومفهوم الاختبارات  فى رفع كفاءة وأداء الكوادر التعليمية والتدريبية العاملة فى مؤسسات التدريب ، مع مراعاة الأطر المختلفة التي تضمن نجاح هذه الرسالة الإعلامية والتي تتمثل فى الجوانب التقنية والبصرية الجذابة التي تضمن نسب مشاهدة مرتفعة بدلا من الصورة النمطية والمتكررة لوضعية العامل العربي وطريقة تقديم برامجه كما هو يقدم الآن فى الإعلام العربي الرسمي وحتى الخاص.
وبهذه الملامح  يمكن صياغة خطاب إعلامي عربي مساند لفرص تشغيل الشباب والحد من البطالة المتزايدة في عالم متغير يموج بالتحولات الحادة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتكنولوجية
وبذلك يمكن تحقيق الأمان الإجتماعي الذي هو السبيل الوحيد لحماية الأمن القومي العربي حيث انه دائما في القلب هناك الشباب حامل راية المستقبل العربي والذي يجب دعمه وتأهيله والوصول به إلى بر الأمان وتأهيله للقيادة والمسئولية في النهوض بالأمة العربية .

التعليقات معطلة.