أسرار جوهر حيات
على بعد بضعة كيلومترات من حدودنا البحرية فقط، حدث انفجار هائل في ميناء بندر عباس الإيراني قبل أيام قليلة، راح ضحيته قتلى، الى جانب جرحى، بينما تشير تقارير إعلامية وسياسية الى ان الحادث، قد يكون استهدافا عسكرياً، باستخدام التقنيات الحديثة، خاصة انه عقبه بأيام شهدت مدينة أصفهان الإيرانية بدورها انفجاراً آخر!
وان اتجهنا مزيداً من الكيلومترات شرقاً، نجد توترا وتهديدات بالحرب، بين الهند وباكستان، وتصريحات قوية وتهديدات أقوى، لا نعلم متى تتحول لا سمح الله الى حرب على أرض الواقع، بينما ان اتجهنا للشرق أكثر، هناك حرب اقتصادية بين الصين والولايات المتحدة لا تقل خطورة بنتائجها عن الحرب العسكرية.
كل ذلك، ولازالت رحى الحرب تدور بين روسيا وأوكرانيا، الى جانب استمرار الوضع المأساوي للحرب على غزة، وتجويع الأطفال وقتلهم وتشريدهم وكل ما نعلمه ويدمي قلوبنا.
ولعل كل ما ذكرته سلفاً، أمر معلوم للجميع، الا ان السؤال الأهم: أين نحن من كل هذا الذي يهز العالم؟ بل يهز مساحات جغرافية قريبة منا لا يمكن أن ننكر ان ارتداداتها ستصيبنا!
ان الاكتفاء بالبيانات، والشجب، والاستنكار وغيرها من العبارات الدبلوماسية لم تعد تجدي نفعاً، فاليوم لا سمح الله، ان تطورت الأوضاع سواء في ايران، أو بين الهند وباكستان أو في أي بقعة أخرى، فان تأثيراتها بلا شك تصيب المنطقة بأكملها، ولن يفيد وقتها عض أصابع الندم. فيكفي أن نشير، الى أثر واحد، وأكرر أثر واحد فقط، وهو تأثر مخزوننا الغذائي، فعلى الأقل، وعلى حد علمي المتواضع في هذا الشأن، فاننا مستهلكون للكثير من المواد الغذائية من بلدين من ما ذكرتها في مقدمة المقال، وبلا شك هناك الكثير لنقلق بشأنه من ناحية الأمن الغذائي. ناهيك عن تداعيات أخرى، لعل المخزون الغذائي أقلها خطورة، بينما الأمني والسياسي أكثرها خطورة.
ولسنا نطلب المستحيل، الا ان جل ما نتوقعه هو أن يكون لنا موقف، أو نفعل قنواتنا الحوارية ونتدخل لحلحلة الأزمات، أو على الأقل نحاول في هذا الاتجاه، لا ان نكتفي بإصدار البيانات، بل وحتى البيانات تصدر أحيانا متأخرة!