جريمة كراهية ضد المسلمين تهز فرنسا.. وارتفاع حوادث الإسلاموفوبيا في سويسرا

4

فريق راديو صوت العرب من أمريكا
شهدت العديد من المدن الفرنسية مظاهرات كبيرة اليوم الاثنين للتنديد بتصاعد حوادث الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية والعنف العنصري، وذلك عقب مقتل شاب أفريقي مسلم يدعى أبو بكر سيسيه، إثر تعرضه للطعن داخل مسجد بقرية لا غران كومب، الواقعة في مقاطعة غارد جنوب فرنسا.
وكان أبو بكر، البالغ من العمر 22 عامًا قد قُتل يوم الجمعة الماضي بعد أن تعرّض لهجوم داخل المسجد أثناء أدائه الصلاة من قبل رجل وجه له نحو 50 طعنة.
وأعلن مدع عام فرنسي أن المشتبه به سلّم نفسه لمركز شرطة في إيطاليا، ويُعتقد أنه يحمل دوافع عنصرية ومعادية للإسلام.
وفي العاصمة باريس، تجمّع مئات الأشخاص أمام ساحة الجمهورية وهم يرفعون لافتات كتب عليها “لا للإسلاموفوبيا” و”العدالة لأبي بكر”، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.
وحمّل المشاركون في المظاهرات الحكومة الفرنسية مسؤولية تفشي خطابات الكراهية ضد المسلمين، مطالبين باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التحريض الإعلامي والسياسي الذي يستهدف الجاليات المسلمة. كما ردّد المتظاهرون شعارات تطالب بحماية دور العبادة، ومحاسبة المحرضين على الكراهية الدينية.
خطاب سياسي متشدد
من جانبه دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى “الوحدة الوطنية” وحثّ على “عدم الخلط بين الأديان والعنف الفردي”. غير أن ناشطين حقوقيين اتهموا الحكومة بالتقاعس عن التصدي لموجة الإسلاموفوبيا، مشيرين إلى أن تزايد الاعتداءات على المسلمين ودور العبادة يترافق مع خطاب سياسي متشدد ضد المهاجرين والجاليات المسلمة.
وتأتي هذه الجريمة في وقت تشهد فيه فرنسا حالة من الاستقطاب السياسي والمجتمعي حول قضايا الهوية والهجرة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو/حزيران المقبل.
ويرى مراقبون أن خطاب بعض الأحزاب اليمينية المتشددة، الذي يربط بين الإسلام والتطرف، يسهم في خلق بيئة مشجعة على الكراهية والعنف ضد المسلمين.
وبحسب مرصد الإسلاموفوبيا في فرنسا، فقد سجلت البلاد ارتفاعا بنسبة 30% في الاعتداءات على المسلمين خلال العام الماضي، وسط تصاعد في القوانين والإجراءات التي يرى البعض أنها تستهدف الهوية الدينية للمسلمين، خصوصا ما يتعلق باللباس والتعبيرات الدينية في الفضاء العام.
كراهية في سويسرا
وفي نفس الإطار كشفت إحصاءات رسمية عن ارتفاع حاد في حوادث العنصرية وكراهية الأجانب بسويسرا عام 2024، بينها أكبر زيادة في الاعتداءات على المسلمين والعرب.
وأفادت اللجنة الفيدرالية السويسرية لمكافحة العنصرية بالإبلاغ عن 1211 حادثا بين خطاب كراهية واعتداء جسدي وتهديدات وغيرها من السلوكيات التمييزية بسبب العرق والانتماء الديني في العام الماضي، مما يمثل زيادة تناهز 40% عن العام الذي سبقه.
وكانت الحوادث الأكثر شيوعا تتعلق بالتمييز ضد الأجانب وضد السود، حيث شكّلت 65% من جميع الحالات. وأظهر التقرير أن نوع التمييز الذي زاد أكثر من عام 2023 كان يستهدف المسلمين والعرب، إذ بلغ إجمالي هذه الحالات أكثر من 350. وأضافت أنه تم الإبلاغ أيضا عن نحو 80 حالة اعتداء ضد آسيويين و66 حالة معاداة للسامية.
وشملت معظم الحوادث اعتداءات لفظية، ولكن تم الإبلاغ أيضا عن نحو 100 حالة عنف جسدي بدوافع عنصرية. وشهدت الحوادث المصنفة على أنها خطاب كراهية أكبر زيادة في العام الماضي، وبلغ عدد البلاغات 149.
وبالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن أكثر من 400 حالة من التعليقات المهينة ونحو 300 من الإهانات، وأكثر من 100 حالة من التهديدات. وكشف التقرير أن نحو خمس الحالات المسجلة حدث في مؤسسات تعليمية، وخصوصا في المدارس الابتدائية والثانوية.

التعليقات معطلة.