قبل استقلال العراق عام 1932 عمدت الحكومة البريطانية كونها تمارس الانتداب على العراق والحماية على الكويت , إلى وضع المؤشرات الجغرافية لتحديد الحدود بين العراق والكويت , أتخذ شكل رسائل متبادلة بين رئيس وزراء العراق تحت الانتداب وحاكم الكويت تحت الحماية البريطانية .
فقد وجد نوري السعيد رئيس وزراء العراق , حينذاك رسالة مؤرخة في 21 تموز 1932 إلى الحاكم البريطاني للكويت جاء فيها ما يلي :
من نوري باشا الى السير – همفرين مكتب مجلس الوزراء
اعتقد ان سعادتكم توافقون على انه بات من المستصوب ألان التأكيد من جديد على الحدود القائمة بين العراق والكويت . ولهذا أرجو اتخاذ الإجراء اللازم للحصول على موافقة السلطات او السلطات المختصة في الكويت على الوصف التالي للحدود القائمة بين البلدين : ” من تقاطع وادي العوجة مع الباطن ثم باتجاه الشمال على طول الباطن الى نقطة جنوب خط العرض الذي يمر بصفوان مباشرة , ثم باتجاه الشرق لتمر جنوبي أبار صفوان وجبل سنام وأم قصر تاركة هذه المواقع للعراق وذلك حتى التقاء خور الزبير بخور عبد الله . اما جزر وربة وبوبيان ومسكان ( او مشجان ) فيلكا وعوهه وكبر وقاروة وام المردام فإنها تتبع الكويت ”
ورد حاكم الكويت على هذه الرسالة في 10 أب 1932 جاء فيها :
علما ً بمحتوياتها واستلمنا كذلك ترجمة رسالة مؤرخة 25 تموز 1932 وموجهة من سعادة المندوب السامي في العراق الى سعادة المقيم السياسي في الخليج الفارسي , وترجمة الرسالة المؤرخة 21 تموز 1932 والموجهة من دولة نوري السعيد , رئيس وزراء العراق بشأن الحدود العراقية الكويتية , ولاحظنا أيضا من رسالة سعادة المقيم السياسي المؤرخة في 30 تموز 1932 ان الحدود التي اقترحها رئيس وزراء التي قد حظيت بموافقة جلالته . وعليه نود إبلاغكم بأننا نوافق على إعادة تأكيد الحدود القائمة بين العراق والكويت وفق ما هي موصوفة في رسالة رئيس وزراء العراق .
من الواضح من رسالة رئيس الوزراء العراق انه الحدود الواردة في رسالته هي تأكيد للحدود والمقصود بها ولاشك الحدود التي كان قد تم الاتفاق عليها عام 1913 بين بريطانيا والدولة العثمانية لعدم وجود أي اتفاق أخر او تحديد للحدود غيرها قبل عام 1932 وان هذه الحدود قد اقترنت بموافقة الحكومة البريطانية كما ورد في رد الحاكم البريطاني تم الاتفاق في 19 حزيران 1961 بين المملكة المتحدة والكويت على سحب القوات البريطانية من الكويت , وبمجرد سحب القوات البريطانية , حشد العراق قواته مطالب باعتبار الكويت جزء من العراق , وذلك ابان حكم عبد الكريم قاسم . وأدى ذلك الى عودة القوات البريطانية إلى الكويت في الأول من تموز عام 1961 .
وطلبت الكويت من مجلس الأمن عقد اجتماع عاجل بتاريخ 1/7/1961 عملا بالفقرة 2 من المادة 35 من الميثاق الأمم المتحدة , كونها غير عضو في الأمم المتحدة حينذاك , وأيدت المملكة المتحدة طلب الكويت .
وفي 2 تموز 1961 طلب العراق عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن للنظر في التهديد المسلح من جانب المملكة المتحدة لاستقلال العراق وأمنه ما يتحمل ان يعرض للخطر صون السلام والأمن الدوليين . كما عارض العراق طلب الكويت كونها ليست دولة مستقلة ولم تكن قط دولة مستقلة , وعقد مجلس الأمن جلسات أيام 2, 5 , 6 , 7 تموز 1961 للنظر في الشكوتبن , وأكد العراق التزامه باستخدام الطرق السليمة , غير ذلك انه كرر إعلان عزمه على استعادة حقوقه المشروعة في الكويت وأيد الاتحاد السوفيتي موقف العراق وأكد انه حشد القوات البريطانية في المنطقة يشكل تهديد السلام .
ومن الواضح ان العراق لم يكن يستقر على موقف ثابت من مسألة حدوده المشتركة مع الكويت , بل ذهب في كثير من المناسبات الى رفض الاعتراف بدولة الكويت وبالتالي طالب بضمها إليه وتحويلها الى إحدى مقاطعاته على اعتبار أنها كانت من الناحية التاريخية تابعة لولاية البصرة إحدى محافظات العراق كما كان بينا سابقا .