حصل منها على 3.4 تريليون دولار.. ما هي مكاسب دول الخليج من زيارة ترامب؟

7

فريق راديو صوت العرب من أمريكا
اختتم الرئيس دونالد ترامب، اليوم الجمعة، جولته في منطقة الشرق الأوسط، والتي زار خلالها السعودية وقطر والإمارات، وشهدت توقيع اتفاقات تجارية واستثمارية مع الدول الثلاث تجاوزت قيمتها 3.4 تريليون دولار.
هذا ما ربحه ترامب من الزيارة، فماذا عن مكاسب الدول الخليجية؟.. وفقًا لشبكة CNN فقد كان لدى كل دولة من الدول الثلاث التي زارها ترامب قائمة طويلة من الأمنيات من الرئيس الأمريكي.
وفي هذا الإطار قالت دينا اسفندياري، مسؤولة شؤون الشرق الأوسط في (Bloomberg Economics): “أرادت كل من السعودية وقطر والإمارات إظهار انفتاحها على الأعمال التجارية، وهو ما نجحت فيه، كما أرادت كسب تأييد الولايات المتحدة والعودة إلى حظوة أمريكا”.
وتسعى دول الخليج إلى تجديد علاقاتها مع الولايات المتحدة، والابتعاد عن التفاهم القائم على النفط مقابل الأمن، والانطلاق نحو شراكات أقوى تتجذر في الاستثمارات الثنائية والرؤى المشتركة.
وقالت ياسمين الجمل، محللة شؤون الشرق الأوسط والمستشارة السابقة للبنتاغون، إن هذا كان بمثابة “فجر جديد” في العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
مكاسب السعودية
سعت السعودية إلى إبرام اتفاقية أمنية رسمية مع الولايات المتحدة. ورغم أنها لم تحصل على ذلك، إلا أن الخبراء يقولون إنها اقتربت منه بشكل كبير.
وقالت دينا اسفندياري: “ربما لم تحصل السعودية على اتفاقها الأمني الرسمي، ولكن كان هناك الكثير من الحديث حوله… لذا ربما كان ذلك استمرارًا للمحادثات، بدلًا من أن يكون تتويجًا للعملية”.
وفي العام الماضي، اقتربت الدولتان من الانتهاء من اتفاقية دفاعية وتجارية تاريخية، لكن الصفقة تعثرت بسبب إصرار السعودية على التزام إسرائيل بمسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وقال خبراء إن الرياض حصلت على عدد من صفقات الأسلحة خلال زيارة ترامب، وهو ما قد يمهد الطريق لاتفاق أوسع.
كما وقع ترامب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان مذكرات تفاهم وخطابات نوايا واتفاقيات أخرى تمتد إلى وكالات حكومية مختلفة، بما في ذلك شراكة دفاعية واسعة النطاق تقدر قيمتها بنحو 142 مليار دولار، والتي وصفها البيت الأبيض بأنها “أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ”.
ولكن الزيارة لم تسفر عن عرض تعاون أمريكي بشأن برنامج نووي سعودي مدني، وهو ما كانت المملكة تتطلع إليه. وقد تعطل هذا الأمر بسبب إصرار السعودية على تخصيب اليورانيوم محليًا، مما أثار مخاوف في الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن انتشار الأسلحة النووية.
وبالنسبة للسعودية، كانت الانفراجة التي حدثت بين الولايات المتحدة وسوريا مكسبًا دبلوماسيًا كبيرًا لها ولولي العهد محمد بن سلمان. حيث قرر ترامب رفع العقوبات عن سوريا ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، تلبية لطلب بن سلمان.
ومن المرجح أن تسهم خطوة ترامب برفع العقوبات عن سوريا في إزالة العوائق أمام الدول الخليجية، بما فيها السعودية، التي تسعى إلى الاستثمار في سوريا ودعم اقتصادها في مرحة إعادة الإعمار، مما يُمهد الطريق لاستثمارات وعوائد بمليارات الدولارات.
ومن شأن حدوث تقارب بين الولايات المتحدة وسوريا برعاية سعودية أن يمنح الرياض فرصاً أكبر في دمشق، وقد حصلت السعودية في نهاية المطاف على “تعبير حقيقي عن الالتزام الأمريكي” تجاه المملكة.
مكاسب قطر
مثلت زيارة ترامب إلى قطر أول زيارة رسمية لرئيس أمريكي لها. وكانت آخر زيارة لرئيس أمريكي في منصبه لها عام 2003، عندما زار الرئيس السابق جورج دبليو بوش قاعدة السيلية العسكرية، حيث ألقى كلمة أمام عسكريين أمريكيين، لكنها لم تكن زيارة رسمية للدولة الخليجية.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن المحادثات التي تمت مع ترامب خلال الزيارة ستعطي زخمًا جديدًا للتعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات.
ووقعت الدولتان عددا من الصفقات خلال زيارة ترامب، بما في ذلك اتفاقية بقيمة 96 مليار دولار لشراء قطر ما يصل إلى 210 طائرات بوينج أمريكية الصنع.
كما قبل ترامب طائرة بوينغ 747-8 هدية من القطريين، لاستخدامها في البداية كطائرة رئاسية، وذلك رغم الجدل الأخلاقي والقانوني الذي أثاره هذا الأمر داخل الولايات المتحدة، حيث اتهم منتقدون قطر بالسعي إلى كسب نفوذ في إدارة ترامب من خلال هذه الهدية.
ورفض رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم هذه الاتهامات قائلًا: “لماذا نشتري نفوذًا في الولايات المتحدة؟”، مضيفا: “خلال السنوات العشر الماضية فقط كانت قطر دائمًا حاضرة لدعم الولايات المتحدة، عند الحاجة، سواءً في الحرب على الإرهاب، أو في إجلاء الأفغان، أو في إطلاق سراح الرهائن من مختلف دول العالم”.
لكن أكبر انتصار حققته الدوحة من الزيارة كان الضمانات الأمنية التي تلقتها من ترامب، والتي تعهدت فيها الولايات المتحدة “بحماية” شريكها الأمني القديم في مواجهة التهديدات، حيث قال ترامب في اجتماع مائدة مستديرة للأعمال: “سنحمي هذا البلد”، مشيرا إلى مدى قرب قطر من إيران.
وقطر هي الدولة الخليجية العربية التي تربطها بواشنطن علاقات أمنية رسمية. حيث تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والتي تقول وزارة الخارجية الأمريكية إنها “لا غنى عنها” للعمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
مكاسب الإمارات
ركزت الإمارات على هدف أساسي من زيارة ترامب، وهو تعزيز الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ورغم تحقيقها انتصارات في هذا الصدد، فإن الزيارة لم ترق إلى مستوى ما أرادته أبوظبي حقًا، وهو الوصول غير المقيد إلى الرقائق الأمريكية المتقدمة.
فخلال زيارة ترامب إلى الإمارات أعلنت الدولتان عن شراكة لبناء مجمع ضخم لمراكز البيانات في أبوظبي لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي بقدرة 5 غيغاوات، وهي قدرة كافية لتشغيل مدينة كبرى.
وقال خبراء إن المجمع الجديد سيحتاج إلى أكثر من مليوني رقيقة إلكترونية، وقد يدعم ما يصل إلى 2.5 مليون من رقائق معالجة NVIDIA B200. وهذا يفوق جميع إعلانات البنية التحتية الرئيسية الأخرى للذكاء الاصطناعي التي تم الإعلان عنها حتى الآن.
وأكد الخبراء أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يعزز مكانة الإمارات العربية المتحدة كلاعب رئيسي في هذا المجال. وعلى المستوى الجيوسياسي، تطلب الولايات المتحدة من الإمارات العمل معها في مجال الذكاء الاصطناعي، وليس مع منافسين آخرين مثل الصين.
وتأمل الإمارات أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، لكنها تحتاج إلى الرقائق الأمريكية لتحقيق هذا الهدف.
وفي عهد إدارة بايدن، شدّدت الولايات المتحدة القيود على صادرات الذكاء الاصطناعي لإبعاد التكنولوجيا المتقدمة عن أيدي خصوم أجانب مثل الصين، وهي القيود التي تأمل الإمارات في تخفيفها، ومن المحتمل أن تصبح هذه الرقائق متاحة قريبًا في دولة الإمارات.
فقد قال مصدر مطلع، لشبكة CNN، إن “الأمور تتقدم نحو اتفاق أولي بين الولايات المتحدة وأبوظبي من شأنه أن يسهل استيراد شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة. وقال ترامب إن البلدين اتفقا على إنشاء مسار للإمارات لشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تقدما في مجال الذكاء الاصطناعي من الولايات المتحدة.
والأمر الأكثر أهمية هو أن هناك مستوى من الثقة في دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن العلاقات الآن مع الولايات المتحدة.

التعليقات معطلة.