ترامب يشعل معركة في البنتاغون بمشروع القبة الذهبية

3

24 – شهم محمد
   

أشعل مشروع “القبة الذهبية” الدفاعي، الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سباقاً محموماً بين شركات التكنولوجيا الناشئة في وادي السيليكون والعمالقة التقليديين في مجال الدفاع، مثل “لوكهيد مارتن” و”نورثروب غرومان”، للفوز بعقود تبلغ قيمتها نحو 175 مليار دولار.

وقالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية إن المشروع – المستوحى من نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي – يهدف إلى بناء درع صاروخي فضائي لحماية الولايات المتحدة من التهديدات الصاروخية المتقدمة، بما فيها الصواريخ الباليستية وفرط الصوتية.
ويتضمن النظام أجهزة استشعار عالمية، واعتراضات ليزرية غير تقليدية، ونماذج ذكاء اصطناعي تحليلية فائقة السرعة.

وذكرت أن وزارة الدفاع الأمريكية تسعى لاستقطاب “شركات غير تقليدية”، وهو ما فتح الباب أمام شركات مثل “سبيس إكس” التابعة لإيلون ماسك، و”بالانتير” التابعة لبيتر ثيل، ومنافسين جدد مثل “أندوريل”، و”C3 AI”، و”شيلد AI”، ممن تسعى لاقتحام القطاع الدفاعي.

ورغم ذلك، حذّر مسؤولون من أن شركات التكنولوجيا الناشئة تفتقر إلى الخبرات الميدانية والتقنية في تطوير أنظمة تسليح متكاملة، وهو ما يجعل عمالقة الصناعة التقليدية يحتفظون بوزنهم الاستراتيجي.
وقال روبرت فليمنغ، رئيس قطاع الفضاء في “نورثروب”، إن المشروع “تحولي”، لكن يجب التمييز بين “القدرات الفعلية” و”الطموحات”.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين ترامب وماسك، والتي كانت متوترة أخيراً، قد تؤثر على حظوظ “سبيس إكس”، رغم أن الشركة وقّعت عقوداً مع البنتاغون بقيمة 12.4 مليار دولار، بينما تملك “بالانتير” عقوداً تفوق 3.6 مليار دولار.

من جهة أخرى، قالت فاينانشال تايمز إن “لوكهيد مارتن” عرضت تقنياتها المتقدمة، مثل نظام THAAD، وصواريخ PAC-3، وقدرتها على دمج الأنظمة المعقدة من مختلف الموردين، وهو ما وصفته بأنه “أحد أكبر تحديات المشروع”، مشيرة إلى أن المشروع يتطلب التنسيق بين البرمجيات والأجهزة على نطاق غير مسبوق.

ورغم ضخ أكثر من 150 مليار دولار في شركات الدفاع الناشئة منذ 2021، إلا أن “فاينانشال تايمز” ذكرت أن المقاولين التقليديين لا يزالون يهيمنون على معظم ميزانية الدفاع الأمريكية.

وخلصت الصحيفة إلى أن ما يُراهن عليه الجميع هو أن “القبة الذهبية” ستكون نقطة تحول في تركيبة الصناعات الدفاعية الأمريكية، وقد تعيد تشكيل من يملك زمام المبادرة في “اقتصاد الحروب” خلال العقد القادم.

التعليقات معطلة.