حظر الفلورايد قد يزيد حالات التسوس عند الأطفال الأميركيين

1

درجت إضافة الفلورايد في مياه الشرب العامة بالولايات المتحدة منذ عام 1945 بهدف الوقاية من تسوس الأسنان

حظر إضافة الفلورايد قد يؤدي إلى زيادة تسوس الأسنان بين الأطفال بنسبة 7.5 في المئة (غيتي)

ملخص

حذر باحثون من أن حظر إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في تسوس أسنان الأطفال، مما يفاقم الأعباء الصحية والمالية، خصوصاً على الفئات الفقيرة والريفية.

حذر الباحثون من أن إلغاء إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب العامة في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى إصابة طفل من بين كل ثلاثة أطفال بتسوس الأسنان.

وقد أظهر نموذج يقدر التأثير المحتمل على صحة أسنان الأطفال وكُلَفه أن ذلك سيؤدي إلى زيادة بنسبة 7.5 في المئة في تسوس الأسنان، أي ما يعادل 25.4 مليون سن إضافي متسوس. كما سيكلف ذلك 9.8 مليار دولار إضافية خلال خمس سنوات، و19.4 مليار دولار خلال 10 سنوات.

وقالت الدكتورة ليزا سيمون، وهي عضو مؤسس في النظام وطبيبة في مستشفى بريغهام والنساء، في بيان “يبدل الفلورايد الأيونات الأضعف داخل مينا الأسنان، مما يجعله أقوى وأقل عرضة للتسوس الناتج من البكتيريا”، مضيفة “هناك أدلة قوية من دول ومدن أخرى، مثل كالغاري في كندا، تظهر أنه عندما يزال الفلورايد، تزداد أمراض الأسنان. وتقدم دراستنا لمحة عما قد يحدث في الولايات المتحدة إذا توقفت عملية إضافة الفلورايد إلى المياه”.

 

وتجدر الإشارة إلى أن سيمون كانت المؤلفة الرئيسة في إعداد الدراسة، والتي نشرت الجمعة الماضي في مجلة “جاما هيلث فوروم” JAMA Health Forum.

ومن المعروف أن الفلورايد هو معدن طبيعي يوجد في التربة والمياه، ويستخدم منذ عقود لتعزيز مينا الأسنان وحمايتها. وبدأت إضافته إلى مياه الشرب العامة في الولايات المتحدة عام 1945، حيث اعتبر من أهم الإنجازات الصحية في القرن الـ20 نظراً إلى الانخفاض الكبير في معدلات تسوس الأسنان بعد تطبيقه.

لكن في الآونة الأخيرة، شهدنا بدء بعض الولايات في فرض حظر خاص على الفلورايد في مياه الشرب، حيث كانت ولاية يوتا أول من اتخذ هذه الخطوة، وتبعتها ولاية فلوريدا بعد أسابيع قليلة.

جاء هذا الحظر بعد إعلان وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت إف. كينيدي جونيور، في تصريح أدلى به لوكالة “أسوشيتد برس” الشهر الماضي عن نيته طلب من “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” الأميركية التوقف عن التوصية بإضافة الفلورايد إلى مياه الشرب. وقد استند كينيدي في ذلك إلى دراسة مثيرة للجدل تربط الفلورايد بانخفاض معدل الذكاء، وهو ما تعرض لانتقادات واسعة من قبل الخبراء.

في المقابل يحذر أطباء الأسنان من أن إزالة الفلورايد من مياه الشرب قد تلحق ضرراً كبيراً بصحة الأميركيين، وبخاصة العائلات ذات الدخل المحدود والسكان في المناطق الريفية الذين يعتمدون على الفلورايد كوسيلة فعالة واقتصادية لحماية أسنانهم.

ويواجه الأطفال الذين يفتقرون إلى خدمات رعاية الأسنان المناسبة الأخطار الأكبر جراء هذا الحظر.

بدورها، قالت الدكتورة توميترا لاتيمر، أستاذة مساعد في طب الأطفال بجامعة نورثويسترن، إن “تسوس الأسنان يؤثر بصورة أكبر على الأطفال من الفئات الضعيفة، مثل المصابين بالتوحد، أو متلازمة داون، أو الشلل الدماغي، الذين قد يحتاجون إلى تناول أدوية تحوي سكراً أو يواجهون صعوبات في تنظيف أسنانهم”.

وأفاد مؤلفو الدراسة أن الحظر الوطني للفلورايد سيؤدي إلى زيادة كبيرة في معدلات تسوس الأسنان وكُلَف العلاج، خصوصاً بين الأطفال الذين يعتمدون على التأمين الصحي العام، أو الذين لا يمتلكون أي تأمين صحي.

وقد اعتمد الباحثون في تطوير النموذج على بيانات دقيقة حول صحة الفم ومستويات الفلورايد في مياه الشرب، مأخوذة من “المسح الوطني [الأميركي] للصحة والتغذية” National Health and Nutrition Examination Survey، والذي شمل 8484 طفلاً دون 19 سنة.

ثم أجرى الفريق محاكاة لسيناريوهين على مدى 5 و10 سنوات، الأول يستمر في الحفاظ على إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب كما هي، والثاني يلغي إضافة الفلورايد تماماً. وكرروا هذه المحاكاة ألف مرة لضمان دقة النتائج.

ووجدت الدراسة انخفاضاً طفيفاً في عدد حالات الفلوروزيس، وهي عبارة عن تغير لون مينا الأسنان الناتج من التعرض المفرط للفلورايد، بنحو 200 ألف حالة.

يُذكر أن الدراسة لم تتناول التأثيرات على القدرات المعرفية الناتجة من التعرض للفلورايد، مشيرة إلى أن المستويات الحالية للفلورايد في مياه الشرب العامة لا ترتبط بأي آثار سلبية على السلوك أو القدرات العصبية. وتبلغ النسبة المُوصى بها حالياً 0.7 مللي غرام لكل ليتر من مياه الشرب العامة.

وفي تعقيبها على النتائج قالت الدكتورة سيمون “نعلم جيداً أن الفلورايد فعال، وتوضح دراستنا بالأرقام مدى فائدته للمجتمعات بصورة عامة، وما يمكن أن نخسره في حال التوقف عن استخدامه”. وأكدت الدكتورة لاتيمر أن “عديداً من الدراسات تؤكد أن الجرعة المُوصى بها من الفلورايد تحمي الأسنان بفاعلية، من دون أن تشكل أي خطر على الصحة العامة”.

التعليقات معطلة.