نتنياهو يكتب معادلة جديدة… والهدف لم يعد البرنامج النووي فقط

16

 

إسرائيل تفرض قواعد جديدة… وإيران بين القبول أو الانهيار
منذ عام 1979، نشأت معادلة إقليمية غير مكتوبة رعَتها واشنطن،نتنياهو يكتب معادلة جديدة… والهدف لم يعد البرنامج النووي فقط ضمنت بقاء إيران داخل اللعبة الإقليمية، لا خارجها. جرى السماح لطهران بلعب دور إقليمي مزعج ولكن مضبوط، مقابل منعها من التفوق، وضمان أمن إسرائيل. المعادلة صمدت نصف قرن، إلى أن قرر بنيامين نتنياهو كسرها بالكامل، لا تعديلها.
اليوم، لم تعد المواجهة حول “الملف النووي”، بل حول وجود النظام نفسه.
حرب سجال… ولكن اليد العليا باتت لإسرائيل
صحيح أن إيران ردّت على الضربات الإسرائيلية، وأوقعت خسائر واضحة ومباشرة، بل وكررت الضربات في عدة جبهات، إلا أن ميزان القوة الاستراتيجية تغيّر بشكل لافت:
السيطرة الجوية الإسرائيلية على سماء طهران باتت حقيقة عسكرية.
عمق إيران الأمني والعسكري بات مكشوفًا وغير محصن.
البنية الأمنية من “الحرس الثوري” و”الباسيج” تتلقى ضربات مؤلمة.
والرأي العام الإيراني بدأ يتحرر من الخوف تدريجيًا.
الحرب باتت سجالاً ميدانيًا، لكنها انقلاب استراتيجي حقيقي: إيران تخوض معركة دفاع عن بقاء النظام، وإسرائيل تخوض معركة إسقاطه.
شروط ترامب تُطرح مجددًا… لكن هذه المرة بغطاء ناري
السيطرة الجوية التي حققتها إسرائيل على سماء طهران، أحدثت فجوة في ميزان الردع، وهي ليست مجرد تفوق تقني، بل رسالة استراتيجية: لا مكان آمناً بعد الآن. وقد أعاد هذا التفوق إلى الواجهة شروط ترامب التي رفضتها إيران سابقًا:
تفكيك البرنامج النووي بالكامل، ووضعه تحت رقابة دولية صارمة.
وقف تطوير برنامج الصواريخ البالستية بعيدة المدى.
إنهاء كامل للنفوذ الإيراني الإقليمي، وخاصة في العراق.
هذه المرة، لا تُطرح الشروط كملف تفاوضي، بل كـ”خيار أخير قبل الانهيار”.
بغداد… ساحة الصراع المصيري
يدرك نتنياهو أن إسقاط النظام الإيراني لا يكتمل دون كسر عمقه في العراق. فبغداد لم تكن مجرد ساحة نفوذ، بل مستودع القوة العقائدية والعسكرية والمالية للمشروع الإيراني. ومن هنا، تتكثف الضربات السياسية الخفية والمعلنة، وتتصاعد الضغوط لإعادة تموضع العراق خارج الفلك الإيراني .
العالم أمام لحظة فاصلة
الولايات المتحدة صامتة بقلق، تراقب دون أن تعترض، رغم علمها أن ما يجري يقود إلى تغيير جذري في الشرق الأوسط.
أوروبا محبطة بلا أدوات.
وإيران ترتبك وتعيد الحسابات، لأنها باتت أمام خيارين فقط:
القبول الكامل بالشروط الأميركية والإسرائيلية الجديدة، وهو ما يعني تغيّر النظام من الداخل سياسيًا .
أو الاستمرار في الحرب المفتوحة، حتى النهاية الفعلية للنظام نفسه .

لحظة الحقيقة لإيران… والعرب
ما فعله نتنياهو لم يكن مجرد استفزاز، بل كان بدء تنفيذ خطة لتفكيك النظام الإيراني من الداخل، عبر شل أجهزته الأمنية وإسقاط أدوات بطشه، ليفتح الباب أمام الشعب الإيراني لإسقاط نظامه دون خوف.
إسرائيل فرضت واقعًا جديدًا .
إما إيران ضعيفة ومراقبة وخاضعة،
أو لا إيران بهذا النظام على الإطلاق .
وفي هذا المفصل الحاسم، سيكون على الدول العربية، خصوصًا العراق، أن تقرر: هل تبقى رهينة لنظام متهالك، أم تتحرر من نفوذه وتتجه نحو توازن جديد يخدم مصالحها الوطنية أولاً .

التعليقات معطلة.