بسبب الحرب..المستثمرون يستعدون للأسوأ

6

24 – رويترز

يعمل المستثمرون على السيناريوهات المختلفة للأسواق، إذا زادت الولايات المتحدة تدخلها في صراع الشرق الأوسط، مع تخوف من تداعيات مضاعفة إذا ارتفعت أسعار الطاقة بشكل حاد.

وركز المستثمرون على تطور القتال بين إسرائيل وإيران، ويراقبون عن كثب إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في حملة القصف التي تشنها.

وقد تؤدي السيناريوهات المحتملة إلى ارتفاع التضخم ما يضعف ثقة المستهلكين، ويقلل فرصة خفض أسعار الفائدة على المدى القريب. ومن المحتمل أن يتسبب ذلك في بيع  للأسهم وإقبال محتمل على الدولار الملاذ الآمن.

وفي حين ارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي بنحو 10 % في الأسبوع الماضي، لم يشهد مؤشر ستاندرد اند بورز 500، تغيراً يذكر حتى الآن، بعد انخفاضه في بداية الهجمات الإسرائيلية.

ومع ذلك، يقول آرت هوغان كبير محللي السوق لدى بي.رايلي ويلث، إنه إذا أدت الهجمات إلى انقطاع إمدادات النفط الإيراني “عندها ستنتبه الأسواق وتتحرك”. وأضاف هوغان “إذا حدث اضطراب في إمدادات المنتجات النفطية في السوق العالمية، فلن ينعكس ذلك على سعر خام غرب تكساس الوسيط اليوم، وهنا ستصبح الأمور سلبية”.

وقال البيت الأبيض يوم الخميس، إن الرئيس دونالد ترامب سيحدد موقفه من مشاركة الولايات المتحدة في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين.

ووضع محللون في أوكسفورد إيكونوميكس ثلاثة سيناريوهات تتراوح بين خفض تصعيد الصراع، والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز. وقالت المؤسسة في المذكرة إن “لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة على أسعار النفط العالمية”.

وأضافت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولاراً للبرميل لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 6% بحلول نهاية هذا العام.

وقالت أوكسفورد إيكونوميكس في المذكرة: “رغم أن صدمة الأسعار ستؤدي حتماً إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أي فرصة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام، ستدمر بسبب زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم”.

تقلبات النفط

واقتصر التأثير الأكبر للصراع المتصاعد على أسواق النفط، حيث ارتفعت أسعار الخام بفعل المخاوف من تعطيل الصراع الإيراني الإسرائيلي للإمدادات. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18 % منذ 10 يونيو (حزيران) لتبلغ أعلى مستوى لها في 5 أشهر تقريبا عند 79.04 دولاراً يوم الخميس.وتجاوز ارتفاع توقعات المستثمرين لمزيد من التقلبات على المدى القريب في أسعار النفط زيادة توقعات التقلبات في الأصول الرئيسية الأخرى، مثل الأسهم والسندات.

إلا أن المحللين يرون أن الأصول الأخرى، مثل الأسهم، لا يزال يمكن أن تتأثر بالتداعيات غير المباشرة لارتفاع أسعار النفط، إذا قفزت أسعار الخام، إذا تحقق أسوأ مخاوف السوق، وهو تعطل الإمدادات.

وقال محللو سيتي غروب في مذكرة: “تجاهلت الأسهم إلى حد كبير التوتر الجيوسياسي لكن النفط تأثر به”. وأضافوا “بالنسبة لنا، سيأتي التأثير على الأسهم من تسعير سلع الطاقة”.

‬أسواق الأسهم

نجت الأسهم الأمريكية حتى الآن من تأثير التوتر في الشرق الأوسط دون أي دلالة على الذعر. ومع ذلك، قال المتعاملون إن انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر أكثر في الصراع قد يؤدي إلى إثارة ذعر الأسواق.

وقد تشهد أسواق المال بيعاً أولياً إذا هاجم الجيش الأمريكي إيران، إذ يقول الاقتصاديون إن ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابراً. ففي الأحداث البارزة السابقة التي أدت لتوتر في الشرق الأوسط، مثل غزو العراق في 2003، والهجمات على منشآت النفط السعودية في 2019، تراجعت الأسهم في البداية ولكنها سرعان ما تعافت لترتفع في الأشهر التالية.

وأظهرت بيانات ويدبوش سيكوريتيز وكاب آي.كيو برو، أن المؤشر ستاندرد اند بورز 500 تراجع في المتوسط بـ 0.3 % في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت بداية الصراع، لكنه عاود الصعود 2.3 % في المتوسط بعد شهرين من اندلاعه.

محنة الدولار

يمكن أن تكون للتصعيد آثار متباينة على الدولار، الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تضاؤل التفوق الأمريكي.

وقال محللون إنه إذا انخرطت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فقد يستفيد الدولار في البداية من الطلب على الملاذ الآمن. وقال تييري ويزمان محلل العملات الأجنبية وأسعار الفائدة العالمية في مجموعة ماكواري في مذكرة: “من المرجح أن يقلق المتعاملون أكثر من التآكل الضمني لشروط التجارة في أوروبا، والمملكة المتحدة، واليابان، وليس الصدمة الاقتصادية للولايات المتحدة، وهي منتج رئيسي للنفط‭”‬.

وأضاف “نتذكر أنه بعد هجمات 11 سبتمبر(أيلول)، وخلال الوجود الأمريكي في أفغانستان والعراق الذي استمر عقداً،  ضعف الدولار الأمريكي”.

التعليقات معطلة.