فريق راديو صوت العرب من أمريكا
صعّد الرئيس دونالد ترامب من لهجته ضد التقييمات الأولية التي قدّمتها أجهزة الاستخبارات بشأن الأثر الفعلي للضربات الجوية المشتركة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، مؤكدًا أن العملية أدت إلى “دمار شامل”، ومتهمًا من وصفهم بـ”مسربي الأخبار الكاذبة” بتقليل شأن إنجازات الطيارين الأمريكيين.
وفي مؤتمر صحفي عقده على هامش قمة الناتو في لاهاي، قال ترامب: “ما حدث كان إبادة تامة للموقع. نعتقد أن كل ما هو نووي قد دُمّر”، مضيفًا أن طياري قاذفات B-2 “قدّموا أداءً بطوليًا لا يقدّره الإعلام الأمريكي”، وفقًا لما نشرته شبكة “ABC News“.
وكان تقرير أولي صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية وقيادة القيادة المركزية قد أشار إلى أن الضربات ربما أخّرت برنامج إيران النووي لبضعة أشهر فقط، وهو ما وصفه ترامب بأنه “تقييم غير مكتمل” اعتمد على معلومات جزئية.
وقال: “لقد جمعنا لاحقًا معلومات استخباراتية إضافية، وشهادات من أشخاص شاهدوا الموقع، وكلهم أكدوا أن المنشأة قد سُويت بالأرض. الحديث عن ضرر محدود لا يستند إلى وقائع”.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية قبل الضربة، قائلاً: “لقد تحركنا بسرعة، ولم يكن أمامهم وقت كافٍ لإخلاء الموقع”.
رافق ترامب في المؤتمر كل من وزير الدفاع بيت هيغسث ووزير الخارجية ماركو روبيو، وقد دافعا بشدة عن موقفه، وهاجما التسريبات الاستخباراتية ووسائل الإعلام.
وصف هيغسث التقرير الاستخباراتي بأنه “أولي ومنخفض الثقة”، مؤكداً أن “30 ألف رطل من المتفجرات ألحقت دماراً هائلاً تحت منشأة فوردو”. وأضاف: “أي تقييم بخلاف ذلك يخدم دوافع سياسية، ونحن نُجري تحقيقًا في التسريب بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي”.
أما روبيو، فاتهم المسربين بأنهم “طعانون محترفون”، مشيرًا إلى أن توصيفهم للتقرير كان “كاذبًا ومضللًا عن قصد”.
من جانبها، عبّرت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين عن قلقها، مؤكدة أن الشعب الأمريكي “بحاجة إلى شفافية حول ما جرى”. وقالت: “إذا ثبت أن البرنامج النووي الإيراني لم يُدمر بالكامل، علينا إعادة طهران إلى طاولة التفاوض”. وحذّرت من أن الضربة قد تدفع إيران للإسراع نحو امتلاك سلاح نووي، على غرار التجربة الكورية الشمالية.
وفي تصريح أثار جدلاً، شبّه ترامب الضربة الأمريكية على إيران بالهجوم النووي على هيروشيما وناغازاكي، قائلاً: “لا أود استخدام هذا المثال، لكن ذلك الهجوم هو ما أنهى الحرب حينها، وما قمنا به الآن أنهى هذه الحرب”.
رغم التصعيد، أعرب ترامب عن أمله في إقامة علاقة مستقبلية مع إيران، قائلاً: “ربما تكون هناك علاقة لاحقًا، فقد وافقوا على الهدنة، وكان اتفاقاً متساويًا بين الطرفين”.