الإعلام في الحرب الإسرائيلية والإيرانية

6

د.عبدالعزيز الجار الله – الجزيرة السعودية

الحرب الإسرائيلية – الإيرانية التي توقفت يوم الأحد 24 يونيو 2025 بقرار (شفوي) مشافهة من الرئيس الأمريكي ترامب عبر اتصالات هاتفية مع القيادتين الإيرانية والإسرائيلية لا قرارات مكتوبة أو مفاوضات ولا يعرف حتى الآن بنودها، فهذه الحرب أفرزت حقائق إعلامية من أهمها:

أن مصادر الأخبار هو الرئيس ترامب عبر الاتصال المباشر والأحاديث الجانبية، تصريحات فورية بعبارات مطاطية تحتمل أكثر من رأي، سريعة وتجري في أي موقع يكون عليه الرئيس ترامب، وهذا نهج إعلامي جديد، إما في الطائرة بالجو، أو على أرض المطار، أو في ممرات الفنادق، أي لا تحضير للمؤتمر الصحافي ولا قاعات ومحطات تلفزيونية معدة لذلك.

الرئيس ترامب قدم سياسات ومنهجية إعلامية تقصي وكالات الأنباء ومراكز الأخبار والمحطات التلفزيونية ووزارات الإعلام وفريق المحللين الإعلاميين، وخبراء التحليل العسكري، لأن الرئيس هو الخبر ومصادره.

المحطات الفضائية التلفزيونية فقدت أهميتها ومركزها النافذ، حين كانت هي المصدر الوحيد المتفردة بالتغطية والأخبار والصور ومقاطع الفيديو، وأن المراسل الحربي بالخوذة والسترة الواقية من الرصاص أمام غبار الدبابات هو من يملك الضوء الإعلامي والموثوق به في التحليلات، هذه الصورة تضاءلت أمام مصادر أخرى جديدة.

فهذه النمطية من تغطية أخبار الحرب – المراسل الحربي – في مواجهة إسرائيل وإيران تغيرت عبر عدة عوامل منها:

  • بدل المراسل العسكري الوحيد أصبح هناك آلاف المراسلين المتطوعين، كل من يحمل كاميرا جوال وكاميرات ثابتة يستطيع أن يرسل للعالم صوراً ومقاطع فيديو لتتناقلها الملايين عبر التواصل الاجتماعي، دون الحاجة للوكالات الإعلامية.  
  • سماء الحرب مغطاة بالأقمار الصناعية تمتلكها العديد من الدول ترسل للعالم الصور وتشاهد مباشرة جميع أشكال الدمار، وحتى حركة مرور السيارات أثناء القصف وبالتالي لا تحتاج إلى وكالة إعلام تقدم صوراً منتقاة وحسب رغبة الرقابة العسكرية.
  • التسريبات والاختراقات المعلوماتية أصبحت تطغى على المواد الإخبارية الرئيسة بحيث تصبح التكهنات والتوقعات التي لا تقوم على المعلومات أكثر من الحقائق، كما أن أهواء المحللين ومواقفهم هي الأعلى مشاهدة على الشاشات، والأكثر تداولاً وانتشاراً.

قضية المفاعل النووي الإيراني والذي يثير الجدل على وسائل الإعلام، هل تم تدميره، أو ما زال باقياً: البرنامج والمواد المخصبة من اليورانيوم، وتحتفظ بها إيران في مخابئها السرية. فهذا أمر سيبقى جدلاً إعلامياً طويلاً، لكن الافتراضات تقول لن تبقى البرامج النووية الثلاثة سليمة وقد أسقط عليها نحو (150) طناً من المتفجرات!! والسؤال: ما هو مستقبل السلاح النووي، هل هو في الإنتاج والتصنيع، أو بالتملك والحصول على النووي من الأسواق العالمية وبيع المواد والخبرات والعلماء؟

التعليقات معطلة.