استطلاع: ديترويت عاصمة الضغط النفسي في أمريكا

3

فريق راديو صوت العرب من أمريكا

احتلت مدينة ديترويت المرتبة الأولى على مستوى البلاد كأكثر المدن توترًا وضغطًا نفسيًا، وفقًا لمسح حديث أجرته منصة “WalletHub” شمل أكثر من 200 مدينة أمريكية. المسح اعتمد على مقارنة المدن عبر 39 مؤشرًا يتعلق بمستويات التوتر، منها البطالة، الضغوط المالية، وأعباء العمل، وهي جميعها عوامل ساهمت في دفع ديترويت إلى قمة هذه القائمة القاتمة، وفقًا لما نشرته شبكة “CBS News“.

بحسب التحليل الذي قدمه الباحث آدم مكّان من “WalletHub”، فإن ديترويت تُسجّل أعلى معدل بطالة بين المدن الأمريكية بنسبة بلغت 11.4%. كما أن متوسط الدخل السنوي للأسر في المدينة، بعد تعديله وفقًا لتكلفة المعيشة، يُعد الأدنى وبلغ قليلاً فوق 38 ألف دولار. إلى جانب ذلك، أشار مكّان إلى أن ديترويت تسجّل أعلى نسبة فقر على مستوى البلاد، حيث يعيش أكثر من 31.5% من سكانها تحت خط الفقر.

وجاءت مدينة كليفلاند في ولاية أوهايو بالمركز الثاني ضمن التصنيف، تليها بالتوالي مدينة بالتيمور في ولاية ميريلاند، في حين كانت مدينة غراند رابيدز من ولاية ميشيغان أفضل حالًا واحتلت المرتبة 140 ضمن المدن الأقل توترًا، ما يشير إلى تفاوت ملحوظ داخل نفس الولاية.

فيما يبدو أن الضغط النفسي بات سمة ملازمة للحياة الحضرية، إلا أن بعض المتخصصين في الصحة النفسية يؤكدون أن التوتر ليس دائمًا أمرًا سلبيًا. مجلة “Psychology Today” أوضحت أن مستويات التوتر الحاد والمؤقت – المعروفة باسم “الضغط الإيجابي” – قد يكون لها آثار محفزة ومفيدة في بعض الحالات، حيث تدفع الشخص للبقاء يقظًا ومنتبهًا، وتعزز من أدائه في مواقف محددة.

غير أن المشكلة تبدأ حين يتحول هذا التوتر إلى حالة مزمنة، تتجاوز قدرة الفرد على التكيّف معها، وتبدأ حينها آثاره السلبية بالظهور على الصحة الجسدية والنفسية. ولهذا، ينصح خبراء الصحة النفسية الأفراد بمنح أنفسهم هامشًا من التسامح والرحمة في التعامل مع ضغوط الحياة، مع محاولة البحث عن الجوانب الإيجابية في الظروف الصعبة كوسيلة لتخفيف التوتر.

ويأتي هذا التصنيف في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المدن الأمريكية الكبرى، ويعيد تسليط الضوء على الحاجة الملحة لدعم الصحة النفسية وتعزيز جودة الحياة، خصوصًا في المناطق الأكثر هشاشة وضعفًا اقتصاديًا مثل ديترويت.

التعليقات معطلة.