اللحظة «الترامبية»؟!

4

د. عبد المنعم سعيد

 

لا يمكن للحظة الأمريكية أن تكون خالصة ما لم ترتبط بشخص الرئيس دونالد ترامب. تعبير «اللحظة» ارتبط بالانفراد بالقيادة فى العالم من قبل الولايات المتحدة عندما سقط الاتحاد السوفيتى مع انهيار حائط برلين، وما بعد ذلك تفاصيل. هذه المرة فإن روسيا اختارت الانسحاب من العالم ثنائى القطبية عندما شنت الحرب على أوكرانيا، وبالتوازى معها فإن الصين التى أصبحت قوة عظمى فإنها اختارت ألا تجعل من ذلك حقيقة استراتيجية عالمية.

 

أصبحت واشنطن، وفى عهد دونالد ترامب، هى القوة العظمى المنفردة بقيادة العالم، وهو ما كان يدور بخلد الرئيس الأمريكى إبان حملته الانتخابية. آنذاك كثر الخيال حول القدرة على إقرار السلام الذى غاب فى أوكرانيا وفى غزة بسبب عدم وجود الرئيس فى البيت الأبيض. كانت أحلام ترامب هى أن يزيح المهاجرين واللاجئين من أمريكا، ويعيد الطاقة الأحفورية إلى المكانة التى تستحقها، ويسترجع إلى الولايات الصناعات التقليدية التى غابت لصالح بلدان أخرى، ويفرض الجمارك على كل دول العالم دون استثناء لعدو أو حبيب.

الشرق الأوسط لم يترك ترامب لخيالاته الأمريكية أو الأوروبية التى شنت سعيها فى حلف الأطلنطى لزيادة الإنفاق الدفاعى إلى 5% من الناتج المحلى الإجمالي. أصبح ترامب متورطا مع الحلفاء الأوروبيين فى الحرب مع الحوثيين فى البحر الأحمر. وبات رقما أساسيا فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة التى وعد بها، وأصبح مبعوثه «ستيف ويتكوف» لا يقل شهرة عن سابقيه الذين عبروا المنطقة ذهابا وإيابا بحثا عن السلام وهو يحمل على كتفيه مفاوضات غزة وأوكرانيا، وأضيف لها الهم الأعظم مع إيران.

عند هذه الأخيرة أصبحت واشنطن شريكا كاملا فى الحرب؛ ولكن المدهش أن الطرف الإيرانى بات متطلعا إلى أن تبقى الولايات المتحدة طرفا وسيطا فى مفاوضات صفقة من نوع ما بين إيران وإسرائيل. تكالب المشاركات الأمريكية فى الحرب والسلام رفع شهية الرئيس ترامب لكى يحصل على جائزة نوبل للسلام!.

التعليقات معطلة.