يطمئن فريقُ ترامب إلى أن هناك موانعَ دستورية تمنع وحدها غريمه الخطير إيلون ماسك من أول خطوة نحو الترشح للرئاسة! وذلك بعد أن احتدم الصراع بين الاثنين، وبعد أن لوَّح ماسك بتأسيس حزب سياسي وترك الجميع يتوقعون أنه يسعى للترشح للرئاسة.
أما المانع الدستوري فهو أن ماسك تَحَصَّل بالهجرة على الجنسية الأمريكية عام 2002، في حين أن الدستور الأمريكي ينص على وجوب أن يتوفر فيمن يترشح للرئاسة شرط أن يكون أمريكياً بالميلاد!
ولكن بعض المحللين يحسبون حساباً آخر، وهو أن ماسك يملك أدوات قوة لا يُستهان بها: بثروته الخرافية كأغنى رجل في العالم، وبذكائه الفذ، وبنجاحاته الهائلة كرجل أعمال طَرَقَ مجالات بيزنس وآفاقاً علمية لم يسبقه فيها إنسان، وبتأييد شخصي يحظى به من فئات وقطاعات عريضة، وبإحباط عام في صفوف الأمريكيين من أن النظام السياسي السائد يُجهِض ممكنات إحداث تطور حقيقي.
وكل هذا يُمَكِّن ماسك من أن يقتحم المعوقات بثقة، وأن يحاول الانتصار عليها، يدفعه طموح شخصي جسور يُزيده رغبتُه في الانتقام الشخصي من ترامب.
عن هذه الاحتمالات، نشر موقع (بي بي سي/ عربي) تقريراً، قبل أيام، يشرح كيف يمكن لماسك أن يتيح لنفسه، نظرياً، الفرصة للانطلاق نحو هدفه، ذلك لأن الدستور الأمريكي ينظم كيفية إجراء تعديل، ويقولون إنه لو نجح ماسك في هذا فسيتوافق مع الشروط بعد تعديلها.
ولكنهم يؤكدون صعوبة هذه الإجراءات، إلى حد أن الدستور لم يُجْرَ عليه سوى 27 تعديلاً فقط منذ وضعه قبل قرنين من الزمان!
فعملياً، يجب أن يُصَوِّت لصالح التعديل ثلثا أعضاء مجلسي الكونغرس، الشيوخ والنواب، ثم يُصَدِّق عليه ثلاثة أرباع المجالس التشريعية في الولايات، أو أن يدعو ثلثي الولايات إلى مؤتمر دستوري لإعداد التعديل. وهذا الأخير مسار لم يُستَخْدَم من قبل.
وكما ترى، فإن العملية شديدة الصعوبة! ولكن الأمريكيين يقولون إنه لا شيء مستحيل! فهل يتمكن ماسك من اختراق الحزبين العتيدين اللذين يحتكران العمل السياسي بأمريكا؟ وهل يُمْكِنه أن يُوَظِّف لصالحه التذمرَ الشديدَ في أوساط ملايين المهاجرين الجدد، أمثاله، الذين يحلمون بالمساواة مع من سبقوهم بالهجرة؟