يبدو ان الموقف الصارم للجمهورية الاسلامية في ايران حيال الاتفاق النووي وضع الجميع امام التزاماتهم فاما الالتزام الكامل به من قبل جميع الاطراف وخاصة اميركا او فسخه، حشر الاتحاد الاوروبي في زاوية حرجه ليعلن صراحة موقفه الحازم كما افصحت عنه الصحافة الفرنسية طبعا ليس حبا بايران بقدر ما هو حرصا على مصالحها التي باتت مهددة في حال الغاء الاتفاق النووي وحتى كتابة هذه السطور لم يتخذ ترامب قراره من الاتفاق المقرر اعلانه يوم الجمعة، لكن كل ما تسرب من واشنطن ومن جهات متعددة خاصة الخارجية الاميركية التي لم تتفق مع رؤية ترامب حول الاتفاق النووي لاضراره، بان يلجأ ترامب مرة ثانية الى احالة الموضوع الى الكونغرس للتخلص من اعباء الالغاء الذي سيعود بالضرر على اميركا من كل الجهات، لكن في نفس الوقت يحاول ترامب عبثا حرف انظار الرأي العام الاميركي والخارجي الذي يحاصره لحد من تداعيات تراجعه وهزيمته امام ايران بفرض عقوبات جديدة عليها لكن خارج اطار الملف النووي.
لكن ما كان لافتا في اجتماع بروكسل الذي شارك فيه الوزير محمد جواد ظريف ووزراء خارجية فرنسا والمانيا وبريطانيا هو ليس تاكيد الموقف الايراني على انها نفذت الاتفاق بالكامل والذي جاء في تسعة تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية فقط، بل انها رضخت للقبول بفصل الملف النووي عن اية قضية اخرى مع ايران سواء في المجال الصاروخي او غيره مع التركيز على رفع العقوبات عن ايران.
وما صدر عن الدول الثلاث التي تمثل القارة الاوروبية خاصة الموقف الفرنسي الحازم وما اكدته موغريني المفوضة العليا للاتحاد الاوروبي بان موقف الاتحاد موحدا تجاه الاتفاق النووي يحرج ترامب بشدة ويضعه امام مفترق طرق خاصة بعد ان ابعدت اوروبا نفسها عن الموقف الاميركي لمناقشة الاوضاع الداخلية في ايران في اخر جلسة لمجلس الامن الدولي.
المواقف المتهورة المتسرعة واللامسؤولة للرئيس ترامب تجاه الاتفاق النووي لم يخلق المشاكل والمتاعب لحلفائه الاوروبيين فقط بل انما ينعكس ذلك على الولايات المتحدة الاميركية واذا ما اقدم ترامب على الغاء الاتفاق فان ما يتضرر منه الجانبان الاميركي والاوروبي هو اكثر مما يتضرر منه الجانب الايراني وكل ما يسعى اليه الاتحاد الاوروبي هو حفظ الاتفاق النووي وتنفيذه لانه يصب في مصلحة الجميع وانه ثمرة جهود متواصلة استمرت لعشر سنوات شاركت فيه جميع الاطراف ومن غير المقبول والمعقول التفريط بها بسبب نزوة فرد متهور مثل ترامب يغلب عليه طابع الشخصنة والضغينة.
وعلى اية حال فموقف طهران صريح وشفاف في حال تخلي الرئيس ترامب عن الاتفاق النووي، الذي تعتبره تمزيقا للاتفاق وعندها لكل حادث حديث.