الاقتراح يتضمن حكماً دولياً للقطاع وإعادة بنائه.
المصدر: النهار
اقتراح أميركي جديد لوقف الحرب… الجيش الإسرائيلي: خيام لنقل سكان غزة من مناطق القتال
مشهد من قطاع غزة (أ ف ب)
قال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن الجيش سيزود سكان قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء ابتداء من غد الأحد استعدادا لنقل السكان من مناطق القتال إلى مناطق “آمنة” جنوب القطاع.
يأتي هذا بعد أيام من إعلان إسرائيل عزمها شن هجوم جديد للسيطرة على مدينة غزة، أكبر مركز حضري بالقطاع الفلسطيني، مما أثار قلقا دوليا حيال مصير القطاع المدمر الذي يقطنه نحو 2.2 مليون نسمة.
وأضاف أدرعي في منشور على موقع إكس: “سيتم نقل المعدات عن طريق معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بعد خضوعها لتفتيش دقيق من قبل أفراد سلطة المعابر البرية التابعة لوزارة الدفاع”.
ومن شأن السيطرة على المدينة التي يقطنها نحو مليون فلسطيني أن تُعقّد الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، في الوقت الذي يُواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطته للسيطرة على معقليين متبقيين لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال نتنياهو إنه لا يوجد خيار أمام إسرائيل سوى إكمال المهمة وهزيمة حركة حماس بعد أن رفضت الحركة إلقاء سلاحها.
وأكدت حماس أنها لن تلقي سلاحها ما لم تُقام دولة فلسطينية مستقلة.
وتسيطر إسرائيل بالفعل على حوالي 75 بالمئة من قطاع غزة.
اقتراح جديد لوقف الحرب
إلى ذلك، ذكرت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية أن “الولايات المتحدة طرحت مسودة جديدة للتوصل لحل دائم في غزة يطبق على مراحل”.
وقالت الصحيفة إن “المسودة تبدأ باقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وتنتهي بوقف دائم لإطلاق النار، بحيث سيبدأ وفق الاقتراح حكم دولي لقطاع غزة خلال فترة تنفيذ الاقتراح”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “المسودة تتضمن إعادة بناء قطاع غزة”.
وفي وقت لاحق، أعلن ديوان نتنياهو أن إسرائيل “ستقبل اتفاقا شرط إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة وتوافقه مع شروط إسرائيل لإنهاء الحرب”، مضيفا: “شرط إنهاء الحرب نزع سلاح حماس وسيطرتنا الأمنية على القطاع وتشكيل حكم غير تابع لحماس والسلطة”.
شاب يسير وسط الركام في قطاع غزة (أرشيفية)
ميدانياً، قتل 39 فلسطينيا بينهم أطفال، غالبيتهم من منتظري المساعدات، بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة، وفق ما ذكر الدفاع المدني ومصادر طبية اليوم، مع تكثّف العمليات العسكرية في حي الزيتون بشمال القطاع حيث تتواصل الحرب منذ 22 شهرا.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل إن 36 شخصا على الأقل قتلوا جراء إطلاق نار وضربات إسرائيلية في مناطق عدّة من القطاع الفلسطيني المدمّر.
وأشار إلى أن من هؤلاء 13 شخصا قتلوا قرب مركزين لتوزيع المساعدات الإنسانية في شمال القطاع وجنوبه.
وكان بصل أفاد بأن الجيش نفّذ ضربتين جويتين على مخيم البريج في وسط القطاع ومنطقة المواصي (جنوب)، ما تسبّب بمقتل ستة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال.
وقال مستشفى العودة في مخيم النصيرات إن خمسة من القتلى الذين استهدف منزلهم في البريج، هم “أب وأم وأطفالهما الثلاثة، وهناك جثث محترقة وأشلاء”.
كما أفاد الدفاع المدني عن مقتل صياد فلسطيني “بنيران زوارق الاحتلال قرب شاطئ بحر مدينة غزة فجرا”.
“تدمير ممنهج” لحي الزيتون
إلى ذلك، أكّد بصل أن القصف الكثيف يتواصل منذ قرابة الأسبوع على حي الزيتون في مدينة غزة.
وأوضح: “تقديراتنا أنه لا زال أكثر من 50 ألف مواطن يعيشون في حي الزيتون بمدينة غزة غالبيتهم بدون طعام ولا مياه”، مضيفا: “ما يجري في حي الزيتون عمليات تطهير عرقي وحرب إبادة حقيقية”.
كما أشار إلى وضع مماثل في منطقة تل الهوى في غزة، متابعا أن فرق الدفاع المدني غير قادرة على الوصول إلى هذه المناطق لإجلاء المصابين.
وقال غسان كشكو (40 عاما) الذي يقيم مع عائلته في مدرسة نازحين في حي الزيتون: “لا نعرف طعما للنوم. الانفجارات ناتجة عن قصف من الطيران الحربي، والدبابات لا تتوقف”.
وأضاف: “في حي الزيتون يقوم الجيش الإسرائيلي بإبادة ولا يوجد عندنا طعام ولا مياه للشرب”.
وكان الجيش الإسرائيلي أكد الجمعة أن قواته البرية بدأت “العمل في منطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة”.
وأضاف في بيان عسكري أن الجنود يعملون على “كشف العبوات الناسفة، والقضاء على المخربين، وتدمير البنى التحتية العسكرية فوق الأرض وتحتها”.
ويأتي ذلك بعدما أقر المجلس الأمني الإسرائيلي في وقت سابق من آب/أغسطس خطة للسيطرة على مدينة غزة.
وحذّرت وزارة الداخلية التابعة لحماس من “مخاطر تداعيات التصعيد في العدوان الإسرائيلي في مدينة غزة”.
وقال مصدر إن العملية العسكرية البرية الإسرائيلية “متواصلة في منطقتي الزيتون وتل الهوى في جنوب مدينة غزة”، مشيرا إلى أن الجيش دمّر “عشرات المنازل ويقوم بتجريف الطرق والمباني”.
وفي بيان اليوم، قالت حماس إن “طائرات العدو الحربية والمدفعية والروبوتات المتفجرة منذ قرابة الأسبوع تعمل على تدمير ممنهج لحي الزيتون”، مشيرة الى أن الدولة العبرية تشنّ “هجوما مستمرا على الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة، ضمن حرب الإبادة الوحشية والمخطط الإجرامي الساعي لتدمير قطاع غزة وكل صور ووسائل الحياة فيه”.
وتزداد الأزمة الإنسانية تفاقما يوما بعد آخر في القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم أنها سجّلت “11 حالة وفاة بينهم طفل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية”، لافتة إلى أن ذلك يرفع إلى “251 حالة وفاة، من بينهم 108 أطفال عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية”.
وتحذّر الأمم المتحدة من أن كل سكان القطاع مهدّدون بالمجاعة، فيما تنفي إسرائيل ذلك.
على صعيد متصل، توفيت شابة فلسطينية تبلغ 20 عاما نقلت جوا من غزة إلى مستشفى في إيطاليا في حالة هزال شديد لتلقي العلاج، بحسب ما أعلن المستشفى السبت.
وصلت الشابة التي أفادت تقارير إيطالية بأنها مرح أبو زهري، إلى بيزا برحلة إنسانية نظمتها الحكومة الإيطالية ليل الأربعاء الخميس. وأفاد المستشفى بأن حالتها الصحية كانت “معقدة جدا” وفي حالة هزال شديد تحصل عندما يعاني شخص من فقدان كبير في الوزن وضمور في العضلات.
والجمعة، وبعد خضوعها لفحوص وبدء العلاج، توفيت بعدما أصيبت بأزمة تنفسية مفاجئة وسكتة قلبية.
اندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب عن مقتل 61827 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
اقرأ أيضاً: حماس تتحدّث عن “فصل جديد ووحشي” وسط ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة