العمود الثامن: الدولة التي قتلت بان

6

علي حسين

لعل الإنجاز الأبرز للديمقراطية العراقية ، انها قدمت لنا سياسيين ونواب يسعون الى السخرية من الوطنية وكل ما يتعلق بالحياة المدنية ، بحيث وجدنا من هلل وصفق عندما سالت دماء شباب تشرين ، ووجدنا هذه الجهات تعيش حالة النشوة وهي تطالب بالقصاص لكل صوت يصدح بالحقيقة ، بل ذهب الخيال باحدى النائبات ان تصورت نفسها القابضة على انفاس الناس وعلى الجميع الخضوع لإرادتها ” السامية ” !!. في لفتة ” ديمقراطية ” طالبت النائبة عن حزب الفضيلة ” علا عودة الناشي ” بمنع المحامية زينب جواد من الظهور في وسائل الاعلام . وبدلا من ان نجد النائبة ومعها بعض النائبات اللواتي أصبحن اليوم للاسف مجرد ديكور في مجلس نيابي يدير مقدراته عدد من الأشخاص.. بل ان العديد منهنّ أصبن للأسف بنوع من فوبيا ” النسوية ” تجعلهن كلما ذكرت عبارة ” حرية ومساواة ” يستغرقن في نوبة من الهرش وحك الجلد بعنف حتى تسيل منه عبارات التخوين والشتائم، نائبات يعشن عالماً من الخيال والأحلام، حيث لا يشعر البعض منهن بمعاناة بالناس، ولماذا وتحت أيديهن كل ما يشتهينه ويتمنينه؟
لم تتوقف ضمائرالبعض منهن لحظة واحدة عند مأساة الدكتورة ” بان ” ، ولم نسمع صوتا للنائبة حنان الفتلاوي
وأنا أشاهد صورة النائبات بحثت عن السيدة النائبة حنان الفتلاوي التي بح صوتها ذات يوم من أجل الدفاع عن المرأة السعودية وذرفت الدموع على احوال المراة البحرينية .. حتى أنها قالت ذات ليلة تلفزيونية : “لازم السعودية تسويلي تمثال” ، لكن يبدو أن السيدة النائبة للأسف تنسى في زحمة البحث عن أخبار الامتيازات أنها كانت ولا تزال ، تبشر كل يوم بالخير الذي ينعم به العراق وبالتنمية الطافحة ، ، ولم تلوح ” البروفيسورة عالية نصيف بقندرتها غالية الثمن احتجاجا على ما حدث في قضية الدكتورة بان ، لكننا وجدنا النائبة علا الناشئ التي يفترض انها تمثل اهالي ذي قار ، غاضبة ليس بسبب سوء الخدمات والبطالة والفقر في محافظتها ، بل لان محامية تجرأت وطالبت بالكشف عن قضايا العنف ضد المرأة ..
منذ حادثة المرحومة الدكتور بان ، وجدنا سياسيين ونواب ومعهم جيوشهم الاكترونية يحاولون تزوير الحقائق ، والصراخ في الفضائيات وتخوين كل من تسول له نفسه المطالبة بكشف حقيقة ما جرى للدكتورة المغدورة . ساسة ومعهم مجموعة من المحللين ” الفضائياين ” ، اصبحت كل وظيفتهم في الحياة تبرير انتحار الدكتورة بان وتنبني رواية العيداني وسند ، في الوقت الذي كانت هناك رواية شجاعة قدمها النائب عدي عواد التي لم تجد لها صدى في فضائيات ” الطشة ” .

التعليقات معطلة.