يشهد العالم اليوم تحولات استراتيجية غير مسبوقة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، تعيد رسم موازين القوى الدولية. تحالف نووي صاعد يجمع بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية يضع الولايات المتحدة أمام تحديات عسكرية وسياسية لم تشهدها منذ إعلان تسيدها للعالم بعد حرب الخليج واحتلال العراق وأفغانستان.
يعد التحالف بين القوى الثلاث تحوّلًا نوعيًا، إذ يمتلك كل طرف عناصر قوة فريدة: روسيا بأسلحتها النووية التقليدية والاستراتيجية، الصين بقدراتها الاقتصادية والتكنولوجية الضخمة، وكوريا الشمالية بصواريخها الباليستية وقدرتها على التأثير الإقليمي. هذا المحور لا يهدد الولايات المتحدة فحسب، بل يعيد تشكيل معايير الأمن والاستقرار الدولي، ويجعل فكرة القطب الواحد من الماضي.
الاستجابة الأمريكية لهذا التحدي بدأت تتخذ شكلًا عمليًا وجريئًا، كما ظهر من خلال إعلان الرئيس ترامب تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، في خطوة رمزية واستراتيجية تعكس استعداد أمريكا لمواجهة محاور نووية متعددة، وتستشعر أن أدوات الردع التقليدية لم تعد كافية.
التحالف الجديد لا يقتصر تأثيره على النزاعات المباشرة، بل يشمل إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط وآسيا، بما في ذلك العراق وسوريا واليمن، حيث أصبحت هذه الدول ساحات اختبار للسياسات الدولية الجديدة، التي تعتمد على تحالفات متغيرة وموازين قوى أكثر تعقيدًا.
العالم على أعتاب مرحلة تعددية الأقطاب، حيث لم يعد للولايات المتحدة القدرة على فرض إرادتها المطلقة. تحالف الصين وروسيا وكوريا الشمالية يشكل رسالة واضحة: القطب الواحد في طريقة للزوال، وعصر المحاور الاستراتيجية المتعددة بدأ.
الولايات المتحدة أمام معضلة استراتيجية لم تشهدها منذ الحرب الباردة: مواجهة محور نووي متعدد الأقطاب، أو إعادة رسم سياساتها وتحالفاتها لتبقى في اللعبة العالمية. العالم يدخل عصرًا جديدًا، والعواقب ستطال الأمن والاستقرار الدولي بشكل غير مسبوق .