فريق راديو صوت العرب من أمريكا
أظهر استطلاع حديث أن شريحة واسعة من الأمريكيين تعزو ارتفاع ديون بطاقاتهم الائتمانية إلى السياسات التجارية للرئيس دونالد ترامب، خاصة الرسوم الجمركية (التعريفات) التي فرضتها إدارته، وفقًا لما نشرته مجلة “Newsweek“.
بحسب الاستطلاع الذي أجراه موقع CardRates.com في يوليو الماضي وشمل ألف بالغ أمريكي، قال 47% إن التعريفات زادت من أعباء ديونهم على بطاقات الائتمان. النسبة كانت أعلى بين الأجيال الشابة، إذ بلغت 53% بين جيل الألفية و56% بين جيل “زد”. بينما قال 42% من أبناء جيل “إكس” و32% من جيل الطفرة السكانية (من تجاوزوا الستين) إن التعريفات ساهمت في زيادة ديونهم.
المحللون أشاروا إلى أن الاستطلاع لا يثبت علاقة سببية مباشرة بين الرسوم الجمركية وديون البطاقات الائتمانية، التي تجاوزت 1.2 تريليون دولار وفق بيانات بنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، بزيادة تقارب 50% خلال خمس سنوات. لكن النتائج تعكس بوضوح قلق المستهلكين من أثر السياسات التجارية على الأسعار واستقرارهم المالي.
بوبّي ريبيل، الخبيرة المالية في CardRates.com، أوضحت أن المستهلكين قد لا يدفعون التعريفات مباشرة، لكنها تُفرض على الشركات المستوردة التي بدورها ترفع الأسعار لتعويض التكلفة، ما يشعر الناس بأنهم يتحملون العبء. شركات كبرى مثل وولمارت وهوم ديبوت ودولار جنرال أعلنت بالفعل عن زيادات في الأسعار بسبب الرسوم.
أما البروفيسور بندكت غوتمن-كيني من جامعة رايس فقال إن الأمريكيين قد يجدون في التعريفات “هدفًا سهلًا” لتحميله مسؤولية ارتفاع ديونهم، لكن المشكلة أعمق وتشمل ارتفاع معدلات التعثر في السداد منذ 2023، أي قبل فرض الرسوم.
الاستطلاع كشف أيضًا عن تباين حزبي واضح: 64% من الديمقراطيين حمّلوا الرسوم الجمركية مسؤولية زيادة الديون مقابل 35% فقط من الجمهوريين. خبراء الاقتصاد يرون أن هذا يعكس الاستقطاب السياسي في النظرة إلى الاقتصاد، أكثر مما يعكس اختلافًا حقيقيًا في أوضاع الأسر المالية.
في الوقت نفسه، أظهر تقرير مكتب إحصاءات العمل أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع 0.4% في أغسطس، وأن معدل التضخم السنوي صعد إلى 2.9% من 2.7% في يوليو، وهو ما أكده رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حين تحدث عن أن آثار الرسوم “أصبحت واضحة بالفعل”.
مع تزايد المخاوف من التضخم وضغط الرسوم على الأسعار، يتوقع خبراء أن يُقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة قريبًا لدعم الاقتصاد، رغم تحفظاته. وقال كريس زاكاريلي، كبير مسؤولي الاستثمار في Northlight Asset Management: “لم يعد السؤال هل سيُخفض الفيدرالي الفائدة هذا الشهر، بل كم مرة سيُكرر الخفض بعد ذلك”.
