تعقد منظمة الصحة العالمية والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بالتعاون مع المملكة المغربية، اجتماعاً نوعياً في الرباط لإطلاق شبكة قادة الطوارئ الصحية في الإقليم الإفريقي وإقليم شرق المتوسط. وتُعد هذه الشبكة الأولى من نوعها، إذ تجمع نواباً ووزراء وقادة الطوارئ الصحية الكبار من وزارات الصحة في الإقليمين، إلى جانب شركاء دوليين، بهدف تعزيز الدفاعات الإقليمية، الأمر الذي سيعزز أيضاً الأمن الصحي العالمي.

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة حنان حسن بلخي إن “الأزمات حينما تتخطى الحدود، يجب أيضاً أن تتخطى استجابتنا لها تلك الحدود، ويجب أن تتسم تلك الاستجابة بالسلاسة والكفاءة والتكاتف. ولهذه الشبكة أهمية واضحة تتمثل في بناء الثقة، والمواءمة التنفيذية مع الجهود العالمية، ووضع آلية لتبادل الدروس وحسن الاستفادة من الفرص المشتركة بين الإقليمين قبل اندلاع الطوارئ. ولكن نجاحها سيتوقف على الثقة بين الدول الأعضاء، ويجب أن تحركها احتياجات البلدان، وأن تتسم بالاستدامة، وتستند إلى الإحساس المشترك بالمسؤولية”.
وقال القائم بأعمال نائب المدير العام للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الدكتور راجي تاج الدين: “منذ عام 2017 ومسيرة المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تستند إلى رؤية لنظام جديد للصحة العامة محوره القيادة والشراكات. ومن خلال الفريق القاري لدعم إدارة الأحداث، الذي تشارك في رئاسته المراكزُ الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية، أثبتنا القوة التي تنتج من ترابط الجهود في الاستجابة لمتفشيات مثل جدري القردة. وبعيداً من الأنظمة، فإن الأثر الحقيقي في أي حالة طوارئ يحققه العنصر البشري، وخصوصاً القادة الذين يتعاونون معاً ويتحلون بروح التضامن لحماية المجتمعات”.
وخلال الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام، يحدد المشاركون رؤية الشبكة وقيمتها الاستراتيجية وأولوياتها وخُططها التنفيذية. وسيُختَم الاجتماع باعتماد بيان الرباط لإعلان النوايا، وهو التزام جماعي لبناء الثقة وتعزيز التضامن وتسريع التعاون عبر الحدود.
وأكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا الدكتور محمد يعقوب جنابي الحاجة الملحة الى تلك الشبكة قائلًا: “يواجه الإقليم الإفريقي وإقليم شرق المتوسط مجموعة من أصعب حالات الطوارئ في العالم. ومن شأن جمع القادة في الإقليمين إقامة العلاقات وبث روح التأهب اللازمين للإسراع بالاستجابات وتعزيزها، حتى تحقق الهدف النهائي منها، ألا وهو إنقاذ حياة البشر”.
وزير الصحة والحماية الاجتماعية المغربي أمين التهراوي، بصفته ممثلًا للبلد المضيف، قال: “نجح المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في تحويل الأزمات الصحية الكبرى إلى دروس قوية في الصمود وقوى دافعة للتضامن. وقد أثبتت جائحة كوفيد-19 وغيرها من الأزمات العالمية الأخيرة للعالم أن أي دولة لا يمكن أن تقف وحدها، وأن الأمن الصحي الدائم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاشتراك في تحمل المسؤولية والتضامن والتعاون. ويهيئ هذا الاجتماع القوة الدافعة اللازمة للخروج من دائرة الاستجابات القريبة الأجل التي تحركها الأزمات إلى آفاق النهوض بالتأهب المستدام، وبناء نُظُم صحية قوية قادرة على حماية الأجيال المقبلة”.
وتتواءم شبكة قادة الطوارئ الصحية مع المبادرة الرئيسية لتعزيز القوى العاملة الصحية المعنية بالطوارئ لإقليم شرق المتوسط، وتُعد أيضاً عنصراً محوريًاً في فريق الاستجابة للطوارئ الصحية العالمية، الذي أُنشئَ في أيار/ مايو 2023 بدعم من مؤسسة غيتس، في أعقاب جائحة كوفيد-19 لتعزيز قدرات القوى العاملة المعنية بالطوارئ الصحية. وبتعزيز الارتباط بين الإقليم الأفريقي وإقليم شرق المتوسط، وكذلك الارتباط بينهما وبين الآليات العالمية، ستضمن الشبكة تعزيز استعداد البلدان، وتواصلها، وتوائمها مع الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الأمن الصحي في كل أنحاء العالم.