مصطفى هاشم- واشنطن
وقفت مجموعة من العائلات الأمريكية أمام مبنى الكونغرس، يوم الثلاثاء، حاملة أسماء وبعض صور أبنائها وبناتها الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين، مطالبين بالعدالة والمساءلة.
وبدعم من خمسة أعضاء في الكونغرس، عقدت العائلات مؤتمراً صحفياً حضره مراسل وكالة شفق نيوز، أمام المبنى بعد يوم عقدوا فيه العديد من الاجتماعات مع عدد من أعضاء الكونغرس.
النائبة رشيدة طليب، التي تبنت قضيتهم قالت: “عندما يُقتل أمريكيون في الخارج، الإجراء المعتاد هو أن تفتح حكومتنا تحقيقاً. ولكن عندما يرتدي القتلة الزي العسكري الإسرائيلي، يسود صمت مطبق. إنه أمر مشين”.
ثم وجهت طليب اعتذاراً مباشراً للعائلات قائلةً: “أنا آسفة لأن حكومتنا تستمر في خذلانكم. إن الكونغرس والبيت الأبيض يواصلان اختيار نظام الفصل العنصري الإسرائيلي على سلامة وعدالة المواطنين الأمريكيين”.
من جانبه، تحدث حافظ عبد الجبار، والد الفتى توفيق (17 عاماً) الذي قُتل في سيارته بالضفة الغربية، عن فخره كمواطن أمريكي لقيامه بتعليم ابنه “مبادئ الحرية والإنسانية”، قبل أن يروي كيف منعه الجنود الإسرائيليون من الوصول لابنه وهو ينزف.
“كان هناك ثلاثة أشخاص متورطين في مقتل ابني: مستوطن، وضابط شرطة متقاعد، وجندي إسرائيلي. أُطلقت عشر رصاصات على السيارة، والرصاصة التي أصابته في رأسه جاءت من الجندي الإسرائيلي. إنهم يعرفون من هو القاتل، لكنهم يرفضون محاكمته”.
وتحدث عبد الجبار مع الكثيرين من المسؤولين في الولايات المتحدة “قالوا إنهم ينتظرون الحكومة الإسرائيلية لتقرر ما إذا كانت ستحقق أم لا”.
وأضاف عبد الجبار الذي قدم إلى الولايات المتحدة في عام 1996: “كل ما تعلمناه ونحن أطفال عن حريتنا وإنسانيتنا لا ينطبق عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. لديهم ضوء أخضر لفعل مثل هذه الأعمال دون أي عقاب. أعتقد أن بعض من يعملون في هذا المبنى قد فقدوا إنسانيتهم تجاه ما تفعله إسرائيل”.
هذه المطالبة بالعدالة رددتها عائلات ضحايا آخرين، منهم سيف الله مسلمات (20 عاماً)، الذي تعرض للضرب حتى الموت على يد مستوطنين منعوا سيارة الإسعاف من الوصول إليه، وآيشنور إزجي إيجي، الطالبة التي قُتلت برصاصة في الرأس خلال احتجاج سلمي.
وأعادت سيندي كوري، والدة الناشطة راشيل كوري، التذكير، حيث أقدمت جرافة إسرائيلية على دهس ابنتها راشيل حتى الموت في غزة عام 2003، وما تزال سيندي تطالب بالعدالة.
ولخصت كوري ما وصفته التناقض الجوهري في السياسة الأمريكية قائلة: “الحكومة الأمريكية ترسل رسالتين مختلفتين تماماً لإسرائيل. الرسالة الأولى هي الطلبات الدبلوماسية الهادئة لإجراء تحقيقات، والأخرى هي مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية المستمرة. برأيكم، أي رسالة تسمعها الحكومة الإسرائيلية؟”.
وأضافت: “لو كانت هناك عواقب حقيقية لمقتل راشيل، فربما لم تكن هذه العائلات مضطرة للوقوف هنا اليوم”.
ولم تقتصر المطالب على الضحايا الذين سقطوا، بل امتدت لتشمل نداء عاجلاً لإنقاذ حياة الطفل الأمريكي محمد إبراهيم (16 عاماً)، المحتجز في سجن إسرائيلي منذ سبعة أشهر في ظروف صحية متدهورة.
وقالت طليب: “نطالب بالحرية لمحمد. بالنسبة لي، هو ما يزال في الخامسة عشرة من عمره لأنه لم يتمكن من الاحتفال بعيد ميلاده السادس عشر وهو حر. لقد أمضى سبعة أشهر في سجن إسرائيلي مشهور بالتعذيب وإساءة معاملة الأطفال. لقد فقد أكثر من 30 رطلاً من وزنه ويعاني من الجرب، بينما يمنعه الجيش الإسرائيلي من الطعام والدواء. ومع ذلك، لا يفعل البيت الأبيض وإدارته شيئاً. بالنسبة لهم، لا بأس أن تعذب الحكومة الإسرائيلية طفلاً أمريكياً”.
وطالبت العائلات بشكل صريح في كلماتهم بوقف الدعم العسكري لإسرائيل: “يجب أن نكرم حياة أحبائنا من خلال مطالبة حكومتنا بوقف تمويل ودعم جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية. نقول كفى. ما حدث لعائلاتكم يجب ألا يحدث لأي شخص مرة أخرى”.