يلقي موضوع هذا العام الذي تبنته منظمة الصحة العالمية “رعاية مأمونة لكل مولود وكل طفل” مقترناً بشعار “سلامة المرضى منذ اللحظة الأولى”، الضوء على قابلية أصغر المرضى للتعرُّضِ للأخطار والتأثُّر بها، وفق ما جاء في بيان صادر عن المنظمة. وتُعدُّ سلامة المرضى في أماكن رعاية الأطفال والمواليد أمراً بالغ الأهمية.، إذ على الصعيد العالمي، يواجه ملايين الأطفال كل عام ضرراً يمكن تجنبه أثناء خضوعهم للرعاية الطبية.

في عام 2023، تُوفي في إقليم شرق المتوسط نحو 800 ألف طفل قبل بلوغهم 5 سنوات، 60% منهم في الشهر الأول من عمره. ويرجع ذلك في الأساس إلى أسباب يمكن الوقاية منها مثل المضاعفات والعدوى في مرحلة ما قبل الولادة وأثناء الولادة. والتصدِّي لهذا الوضع المنذر بالخطر في الإقليم أمرٌ مُعقَّد بسبب النزاعات والأزمات الإنسانية. ويؤدي تعطُّل النُظُم الصحية، وتجاوز الطاقة الاستيعابية للمرافق، ونقص عدد الموظفين المَهَرة والإمدادات الأساسية إلى الإضرار بسلامة الرعاية المقدمة إلى المواليد والأطفال الى درجة كبيرة، وهو ما يزيد من خطر الممارسات غير المأمونة، والتأخر في تقديم الرعاية، والأضرار التي يمكن الوقاية منها.
وأصبح من الواضح أكثر فأكثر أن البلدان التي تنوء بعبء ثقيل في الإقليم وخارجه لن تحقق غايات أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بوفيات المواليد والأطفال بحلول عام 2030 ما لم تُتخذ إجراءات فورية لتحسين جودة الرعاية ومأمونيتها.
وفي اليوم العالمي لسلامة المرضى لعام 2025، حثُّ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الحكومات والجهات المانحة وشركاء التنمية، على الاستثمار في استراتيجيات صحة الأمهات والأطفال التي خضعت للاختبار والمُسندة بالبيّنات، خصوصاً في الأماكن المتضررة من الأزمات والمحدودة الموارد.
فكل دولار أميركي يُستَثمَر في صحة الأمهات والمواليد في الإقليم يحقق عوائد تراوح بين 9 و20 دولاراً. وهو أيضًا استثمارٌ في التنمية الوطنية والاستقرار ورأس المال البشري، وهو من أكثر الاستثمارات تأثيراً في الصحة العامة.
وفي اليوم العالمي لسلامة المرضى، دعت المنظمة العالمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لدرء الضرر الذي يمكن تجنُّبه في مرافق رعاية المواليد والأطفال. وحَثّت الحكومات وراسمي السياسات على تهيئة بيئات تمكينية لاعتماد التدخلات المسندة بالبيّنات وتوسيع نطاقها، وإعطاء الأولوية للرعاية الأساسية المبكرة للمواليد، ورعاية المواليد الصغار الحجم والمرضى، بما في ذلك رعاية الأم لمولودها بتلامس بشرتيهما، ورعاية التوليد الطارئ والمواليد، والإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة، ورعاية الأطفال في المستشفيات. وتشمل هذه التدخلات ممارسات الولادة الأكثر أماناً، وسلامة الأدوية والتمنيع، والتشخيص المبكر، والوقاية من العدوى، والتنبه بشكلٍ أفضل إلى علامات تدهور الصحة. وأوصت المنظمة أيضاً بالاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيات الأخرى الجديدة ونُظُم البيانات، من أجل تحسين تقديم الخدمات والمساءلة.
ودعت إلى تمكين الأسر ومقدمي الرعاية والمجتمعات المحلية، وهم شركاء أساسيون في حماية صحة المواليد والأطفال وعافيتهم من أجل تقديم رعاية أكثر مأمونية. فمشاركتهم الفعّالة تساعد على تحديد الشواغل المتعلقة بالسلامة، وتحسين التواصل مع مقدمي الخدمات الصحية، وضمان تقديم الرعاية في الوقت المناسب على نحوٍ يتسم بالاحترام والاستجابة للاحتياجات.
وقالت المنظمة إن “حق الطفل في رعاية صحية مأمونة وعالية الجودة أمرٌ غير قابل للتفاوض. وبتكاتفنا، نستطيع ضمان سلامة المرضى منذ اللحظة الأولى، وضمان مستقبل أكثر أماناً وصحةً لكل طفل”.
أضيئوا العالم باللون البرتقالي
في 17 أيلول (سبتمبر)، ستُضَاء المَعالم البارزة والأماكن العامة باللون البرتقالي الذي أصبح لوناً مميزاً للحملة. وتشجع منظمة الصحة العالمية الجميع – الحكومات والعاملين الصحيين والآباء والأمهات والمدارس والمجتمعات المحلية – على الانضمام إلى الحملة والمشاركة في النشاطات المحلية لتعزيز سلامة المرضى.