اضطراب مُنهك ويُخلط بينه وبين باركنسون… ما هو خلل التوتر العضلي؟

4

عندما نفكر في اضطرابات الحركة، ربما تكون الرعشة المرتبطة بمرض باركنسون أول ما يتبادر إلى الذهن. ومع ذلك، هناك حالات أخرى بالقدر نفسه من الشدة وأقل شهرة، تؤثر على جودة حياة المصابين بها، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

أحد هذه الحالات هو خلل التوتر العضلي، وهو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي يمكن أن يظهر في أي عمر، ويصيب ما لا يقل عن 1 في المائة من سكان العالم. يتميز بتقلصات عضلية لا إرادية مستمرة أو متقطعة، مما قد يسبب حركات التواء ووضعيات غير طبيعية، وغالباً ما يصاحبها ألم وتشوه في المفاصل.

يميل خلل التوتر العضلي إلى التفاقم مع التعب والتوتر والحالات العاطفية السلبية، ولكنه يتحسن أثناء النوم والاسترخاء. ويمكن أيضاً تقليل شدته باستخدام حيل حسية – إيماءات إرادية مثل لمس الذقن أو الحاجبين، أو وضع عود أسنان في الفم أو وشاح حول الرقبة.

ما سبب المرض؟

ينشأ خلل التوتر العضلي نتيجةً لمجموعة واسعة من المحفزات المحتملة. قد يكون وراثياً، نتيجةً لطفرات جينية معينة تؤثر على انتقال الدوبامين أو دوائره في العقد القاعدية للدماغ. هناك أيضاً خلل التوتر العضلي الثانوي، أو المكتسب. يحدث هذا بسبب تلف هيكلي في الجهاز العصبي المركزي (نتيجةً لصدمة، أو سكتة دماغية، أو التهاب دماغي، أو أورام)، أو التعرض للأدوية، أو أمراض أيضية أو تنكسية.

وهناك أيضاً خلل التوتر العضلي مجهول السبب، أي أن أصله غير معروف – وهي الحالة الأكثر شيوعاً.

مجموعة واسعة من الأعراض

يُعد خلل التوتر العضلي البؤري الشكل الأكثر شيوعاً لهذا الاضطراب لدى البالغين، وهو يصيب منطقة معينة من الجسم. ضمن هذه الفئة، يُعد خلل التوتر العضلي العنقي الأكثر شيوعاً، والذي يصيب عضلات الرقبة، وأحياناً الكتف أيضاً. يتجلى هذا الخلل في حركات الرأس من جانب إلى آخر (كما لو كان يقول لا) أو لأعلى ولأسفل (كما لو كان يقول نعم).

تشمل الأنواع الأخرى من خلل التوتر العضلي ما يلي:

– تشنج الجفن: حركات لا إرادية لعضلات الجفن، مما يؤدي إلى ترميش مفرط أو إغلاق لا إرادي للعينين.

– تشنج الكاتب: يؤثر على اليد والذراع أثناء أنشطة محددة، مثل الكتابة.

– خلل التوتر العضلي الفكي: يسبب تقلصات عضلية في الجزء السفلي من الوجه وعضلات الرقبة السطحية. وقد يؤثر أحياناً على اللسان.

– خلل التوتر العضلي الحنجري: تقلص غير طبيعي في العضلات التي تنظم فتح وإغلاق الحبال الصوتية، مما يسبب صعوبات في الكلام.

مرض مُنهك

وفقاً لبيانات الجمعية الإسبانية لطب الأعصاب، يُعاني أكثر من 20 ألف شخص من أحد أنواع خلل التوتر العضلي في إسبانيا.

ومع ذلك، قد يكون العدد أكبر بكثير؛ إذ يُعد خلل التوتر العضلي من أكثر اضطرابات الحركة التي لا تُشخَّص على نطاق واسع. وغالباً ما يُخلط بينه وبين رعشة باركنسون، بالإضافة إلى التشنجات اللاإرادية، والتشنجات العضلية (نوع آخر من الحركة السريعة اللاإرادية)، واضطرابات الحركة النفسية.

يُعتبر المرض مُنهكاً للغاية، ولا يقتصر تأثيره على جودة الحياة على الصعوبات الجسدية فحسب، بل إن طبيعته المزمنة تعني أن المرضى يعانون عادةً من التوتر والقلق والاكتئاب.

غالباً ما يحجم المصابون بهذه الحالة عن التحدث عن أعراضهم، مما يزيد من غموض المرض. يدفع الألم المستمر والاضطرابات العاطفية والوصمة الاجتماعية الكثيرين منهم إلى العيش في عزلة.

التعليقات معطلة.