مشهد معتاد

3

فرح سالم

لا أعلم السبب الذي يجعل إدارات الأندية تنتظر حتى اللحظة الأخيرة من أجل إكمال ملف المحترفين رغم مرور أكثر من شهر على انطلاق المنافسات المحلية، ومن الواضح أن الكثير من الفِرق تأثرت جرّاء ذلك، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمحترفين الخمسة الذين من المفترض أن يكونوا الملف الأهم طيلة الفترة الماضية.

أيضاً هناك جانب آخر لا نشاهده إلا في دورينا، وهي مسألة إقالة المدربين أو «مسلسل» إن صح التعبير، لأنه بات أمراً معتاداً ومتكرراً، إذ مع انطلاقة كل موسم وبعد مرور عدد من الجولات الأولى، نشاهد قرار إطاحة المدربين هنا وهناك.

من المؤسف أن تتجه الأندية إلى خوض المعسكرات الصيفية وقبلها تعقد الإدارات اجتماعات عدة طيلة الفترة من مايو إلى أواخر أغسطس من أجل تكوين فريق قادر على تحقيق أهداف النادي، ومع انطلاق الموسم تجد نقصاً في الفريق على مستوى المحترفين، ونادياً آخر قرر إقالة المدرب لأنه لم يواكب التطلعات ويحقق الآمال.

مثل هذه القرارات يمكن أن تنسف عمل موسم كامل منذ بدايته، لأنه من المفترض أن يتم تجهيز الفريق بأفضل صورة خلال المعسكر الصيفي أو قبل دخول شهر سبتمبر على أقل تقدير، أيضاً ربما قرار استمرار الانتقالات الصيفية حتى الأول من أكتوبر تُعدّ فترة طويلة على الأندية، لأنه من غير المنطقي أن تتواصل عملية التسجيل إلى نحو شهر ونصف الشهر من انطلاق المسابقات، في الوقت الذي يُقفل فيه الباب بأغلب مسابقات العالم مطلع سبتمبر.

وهناك نقطة أخرى غريبة، وهي مسألة تدوير المدربين في دورينا، أقصد هنا أيضاً أن هناك أسماء باتت محفوظة للشارع الرياضي وتوجد من حين إلى آخر في فِرقنا، وكأن عالم كرة القدم يخلو من الكوادر التدريبية، إذ تجد بعض المدربين يعود إلى النادي للمرة الثالثة، وآخر ينتقل من فريق إلى آخر وكأنه غوارديولا زمانه، والأنكى والأمر أن ذلك يأتي رغم فشله بتجارب عدة في دورينا.

مشاهد غريبة باتت سمة أساسية في دورينا ولدى أنديتنا، تجعلنا دائماً نوجه أصابع النقد صوب العمل الإداري، لأن الطريقة التي تُدار بها كرة القدم بشكل عام لا ترتقي إلى الاحتراف، وبدلاً من إلقاء اللوم على اللاعبين فقط، يجب أن ننظر إلى ما هو أكبر من ذلك.

التعليقات معطلة.