بسبب “الفساد وسوء التخطيط”.. وعود فك الزحامات المرورية “تخنق” البغداديين تحت الجسور

3

على الرغم من تنفيذ عشرات مشاريع البنى التحتية وتوسعة شبكة الجسور في بغداد خلال السنوات الأخيرة، ما تزال العاصمة العراقية تعاني من زحامات مرورية خانقة، خصوصاً في ساعات الذروة.
وتشير تقارير حكومية وتصريحات مختصين إلى أن عدد المركبات في بغداد بات يتجاوز الطاقة الاستيعابية للشوارع بأكثر من سبعة أضعاف، ما يعكس حجم الضغط الهائل على منظومة النقل.
في وقت يرى فيه مراقبون أن جزءاً من المشكلة يعود إلى سوء التخطيط، وغياب الحلول المتكاملة، واعتماد حلول موضعية مثل إنشاء جسور تنقل الازدحام من مكان لآخر دون معالجته جذرياً.
أغراض سياسية وشبهات فساد
وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة النقل النيابية عقيل الفتلاوي، إن “الآمال كانت معقودة على مشاريع البنى التحتية لحل أزمة الزحام، لكن الواقع أثبت عكس ذلك”.
ويوضح الفتلاوي لوكالة شفق نيوز أن “إنشاء الجسور لم يحقق الفائدة المرجوة، بل فك الزحام في مكان واحد وخلقه في مكان آخر، نتيجة غياب التخطيط الصحيح”.
ويضيف: “رغم صرف مبالغ طائلة، فإن العديد من الجسور لم تكن مجدية، وبعضها أُنشئ لأغراض انتخابية، لسهولة إنجازها ضمن عمر الحكومة الحالية”.
كما يشير النائب إلى وجود “شبهات فساد في منح استثناءات للشركات المنفذة، بعيداً عن إجراءات المناقصات الرسمية”.
ويشدد عضو لجنة النقل على أن اللجنة النيابية هي ليست ضد إنشاء الجسور، لكن بشرط أن تكون “ضمن تخطيط سليم ومدروس”.
وينتقد الفتلاوي ما وصفه بـ”إهمال مشاريع إستراتيجية بديلة مثل القطار المعلق، الذي كان من الممكن أن يخفف الضغط عن الطرق بشكل أكبر وأكثر استدامة”.
لا جدوى دون حل جذري
من جانبه، يرى الخبير في شؤون النقل باسل الخفاجي أن “الازدحامات في بغداد لن تُحل بمجرد إنشاء جسور أو تقاطعات جديدة، طالما استمرت عملية استيراد السيارات دون ضوابط، مع تقديم تسهيلات مغرية للبيع بالتقسيط، وغياب سياسة تسقيط المركبات القديمة”.
ويقول الخفاجي لوكالة شفق نيوز، إن “الزحامات باتت تسبب يومياً عشرات الحوادث المرورية، في ظل غياب المعالجات الحكومية الجادة”.
ويعتبر أن “الاستمرار بهذا النهج يجعل من أي مشروع جديد مجرد مسكن مؤقت، لا يحل أصل المشكلة”.
السيارات 7 أضعاف السعة
وفي المقابل، يدافع المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، نبيل الصفار، عن جهود وزارته في التخفيف من الزحام، مؤكداً أن “الزيادة السكانية والانفجار في أعداد السيارات خلال السنوات الأخيرة تجاوزا قدرة البنى التحتية القديمة، التي لم تكن مصممة لاستيعاب هذا النمو”.
ويشير الصفار خلال حديثه لوكالة شفق نيوز إلى أن الوزارة نفذت خلال السنوات الثلاث الماضية حزمة مشاريع لفك الاختناقات في بغداد بالتعاون مع أمانة العاصمة ومديرية المرور.
ويشرح أن “الحزمة الأولى تضمنت 16 مشروعاً من أصل 60، وقد أُنجز معظمها وفق أولويات حددت المناطق الأكثر زحاماً”.
وبحسب الصفار، فإن “المشاريع المنجزة خلال السنوات السابقة تشمل 13 جسراً عابراً للنهر، و6 جسور جديدة خلال الحزمة الأولى والثانية، و32 مجسراً، و7 أنفاق، وشق 3 طرق جديدة، و12 مشروعاً افتُتح بشكل كامل، وكل مشروع يضم أكثر من مكون (مجسر/ نفق/ طريق)”.
ويؤكد المتحدث أن “هذه المشاريع حققت فارقاً في بعض المناطق، حيث ساعدت في تقليل وقت التنقل وخفض الازدحامات بنسبة ملموسة”، لكنه أقرّ في الوقت نفسه أن “الحاجة ما تزال قائمة لإنشاء مشاريع أخرى مكملة، وهو ما يتوقف على التخصيصات المالية”.
ويشير إلى أن “عدد المركبات في العاصمة بغداد يفوق قدرتها الاستيعابية بأكثر من سبعة أضعاف، ما يفسر استمرار الزحامات حتى في المناطق التي شهدت تنفيذ مشاريع بنية تحتية حديثة”.

التعليقات معطلة.