أحياناً… هناك تقدم
تعاطي الأجهزة الحكومية مع القضايا يخبر عن الوضع الإداري؛ هل هو في تقدم أم لازال جامداً؟ «على طمام المرحوم»، حسب المثل الشعبي، وغلب الإنكار ورمي المسؤولية خارج حدود صلاحيات الجهة الحكومية في السابق لتحسين الصورة، أو التطنيش وإهمال القضايا المطروحة حتى تنسى، ويتسيد المشهد قضايا جديدة، ولازالت بعض الأجهزة تحرص على اتباع الأسلوب الأخير.
من التقدم في التعاطي الإيجابي، الذي لمسته أخيراً، الإجراء الذي اتخذه وزير النقل بإعفاء المدير العام للطرق في منطقة جازان من منصبه بعد حادثة توفى بسببها 6 أشخاص، صدمت سياراتهم شاحنة على طريق صبيا، وقال بيان النقل إن التحقيقات كشفت أن سائق الشاحنة حاول تفادي حفرة في الطريق فكانت الحادثة المؤلمة، مضيفاً أن التحقيقات ستشمل المسؤولين عن تنفيذ مشروع الطريق الذي وقعت عليه الحادثة والمقاول المنفذ له والمهندس المشرف، انتهى.
قبل سنوات وقعت حادثة مشابهة في حائل لباص ينقل طالبات توفى جرائها 12 طالبة والسائق، كان السائق يحاول تفادي حفرة في الطريق فوقعت الحادثة، أول لجنة حكومية شكلت للتحقيق وضعت المسؤولية على المرحوم! وبفضل الله تعالى تطوع محامٍ شهم للدفاع عن السائق وحقوق الطالبات، وبعد سنوات من الجهود اتخذت القضية مساراً آخر، رحمهم الله جميعاً، وننتظر من وزارة النقل الوفاء بوعدها بالإعلان عن الإجراءات المتخذة ضد كل الأطراف المتسببة بتهالك الطرق.