“صعود بنذير شؤم”.. فوز ممداني يثير مخاوف يهود نيويورك

5


24- أبوظبي

خلال حفل فوزه في مدينة بروكلين مساء أمس الأول، أعلن عمدة مدينة نيويورك المنتخب زهران ممداني، فوزه الانتخابي بأسلوب ثوري، مُعلناً “تفويضاً لنوع جديد من السياسة”، وسط هتافات حماسية من أنصاره، وقال: “أرى بزوغ فجر يوم أفضل للبشرية. المستقبل بين أيدينا”.

ورأت غالبية سكان المدينة من اليهود، الذين يزيد عددهم عن مليون نسمة، وهم أكبر جالية يهودية في الشتات، أن صعود ممداني المذهل يمثل تحولاً سياسياً جذرياً، ولكن بنذير شؤم. فلأول مرة، سيواجه يهود نيويورك عمدة معادياً للصهيونية.

مأزق سياسي غير مسبوق
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن فوز ممداني يمثل نقلة نوعية ليهود مدينة نيويورك، إذ يضع الجالية في مأزق غير مسبوق، على عكس المدن الأمريكية الكبرى الأخرى، فإن يهود نيويورك عددهم كافٍ ليكونوا قوة دافعة في الانتخابات على مستوى المدينة، ولطالما اعتُبر دعم إسرائيل شرطاً أساسياً للفوز. حطم ممداني هذا الرأي، وشكّل ائتلافاً لم يضمّ التيار اليهودي السائد، مستغلًا غضب الديمقراطيين تجاه إسرائيل بسبب حرب غزة.

ويخشى منتقدوه أن يُثير خطابه المناهض لإسرائيل مشاعر عداء تجاه اليهود المؤيدين لإسرائيل، وأن تتعارض سياساته وتعييناته مع معتقدات وأولويات التيار اليهودي السائد.

وقالت الصحيفة “تُعدّ معاداة السامية مصدر قلق رئيسي، إذ يُستهدف يهود المدينة بجرائم كراهية أكثر بكثير من أي جماعة أخرى. وفي خطبة الشهر الماضي، قال الحاخام إليوت كوسغروف من كنيس بارك أفينيو المحافظ في الجانب الشرقي الأعلى إن ممداني “يُشكّل خطراً على أمن الجالية اليهودية في نيويورك”. ووقّع أكثر من ألف حاخام على رسالة تُحذّر من ترشحه.

شعبية اليهود اليساريين
على الرغم من هذه المخاوف، يحظى ممداني بشعبية بين اليهود اليساريين، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة تأييده اليهودي تتراوح بين 10% و33%. لديه حلفاء يهود يساريون يساندونه، وقد تعهد مراراً وتكراراً بحماية المجتمعات اليهودية وندد بمعاداة السامية، بما في ذلك في خطاب النصر الذي ألقاه في أول مؤتمر صحافي له بعد الفوز، كما التقى بقادة يهود في أنحاء المدينة، على الرغم من أن محتوى الاجتماعات ظل سراً.

ورغم إداناته الموجهة فقط لإسرائيل والصهيونية – وليس لليهود أو اليهودية – لكن هذا التمييز لا يطمئن الكثير من اليهود. فالمجتمعات التي تبنت معاداة الصهيونية، من الاتحاد السوفيتي إلى إيران، أصبحت غير مضيافة للحياة اليهودية، حسب الصحيفة.

وينظر كثير من اليهود إلى مظهر ممداني المشرق بتوجس، ومن الواضح أن غالبية اليهود لا يؤيدونه. وحصل منافس ممداني الرئيسي، الوسطي المؤيد لإسرائيل أندرو كومو، على دعم أكثر من 60% من اليهود، وفقاً لاستطلاعات الرأي، على الرغم من خلفيته السياسية، وخاصة بين اليهود الأرثوذكس. في بعض المناطق الأرثوذكسية في بروكلين، فاز كومو بأكثر من 96% من الأصوات.

وقالت الصحيفة “عندما يتولى ممداني منصبه في بداية عام 2026، سيُمثل ذلك تحولاً جذرياً عن عهد العمدة إريك آدامز، وهو مناصرٌ قويٌّ لإسرائيل وله علاقاتٌ عميقةٌ بالمجتمعات اليهودية تعود إلى مسيرته المهنية في الشرطة في بروكلين”.

التعليقات معطلة.