خرج سائقو المركبات ليصنعوا مشهداً آخر من مشاهد الاحتجاج في البصرة هذه المرة، اعتراضاً على قرار تحويل مرآب العشار إلى ساحة خضراء، القرار الذي اعتبره المحتجون “مساساً مباشراً بمصدر رزقهم الوحيد ودليلاً على انعدام التخطيط الذي يراعي واقع الناس واحتياجاتهم”.
وقال السائق حميد يحيى في حديث لـ “الجبال”، الخميس 6 تشرين الثاني 2025، إنه “منذ مطلع التسعينيات ونحن نزاول عملنا في هذا المرآب الذي يمثّل مصدر رزقنا الوحيد، لسنا من أصحاب الرواتب ولا نملك مورداً ثابتاً، إنما نعيش على ما تجود به أيامنا وقد لا يتجاوز ما نكسبه 15 ألف دينار في اليوم، بل إن بعض الأيام تمضي ولا نحصل حتى هذا القدر”.
وأضاف أن “تحويل المرآب إلى مساحة خضراء يمكن أن يتحقق في أماكن عديدة داخل المدينة من دون المساس بمعاش المئات من الأسر، فهذا المكان لا يُعد موقفاً فحسب، بل عقدة مواصلات حيوية تنطلق منها خطوط الهارثة وخمسيل والجزيرة والگرمة وغيرها، وإلغاؤه من غير بديل واضح ومضمون سيُفضي إلى ضرر مباشر وعميق على شريحة واسعة ممن لا يملكون غيره وسيلةً للعيش”.
من جانبه، قال السائق علي ياسين لـ”الجبال”، إن مرآب العشار المعروف بساحة “آم البروم” يضم أكثر من 400 سائق يعتمدون عليه كمصدر رزق يومي، محذراً من أن “هدم الكراج وتحويله إلى مساحة خضراء سيترك هؤلاء السائقين بلا مأوى وظيفي ويهدد استقرار مصدر دخلهم اليومي”.
وحذّر ياسين من أن “هذا الإجراء سيحمل إدارة المرور عبئاً إضافياً، وقد يؤدي إلى اختناقات مرورية وفوضى واسعة في الشوارع، لا سيما في المنطقة التجارية الأهم في البصرة وهي العشار”.
وختم ياسين حديثه بالإشارة إلى أن “أي خطة لتجميل المدينة يجب أن تراعي الواقع الاجتماعي للمدينة، وأهمية حماية مصادر رزق المواطنين” مؤكداً أن “توفير بدائل عملية ومناسبة يعد شرطاً أساسياً قبل أي خطوة تهدف إلى تطوير البنية التحتية أو المساحات الخضراء”.
خاص| هدم مرآب العشار يثير غضب مئات السائقين في البصرة: “يهدد استقرار المنطقة التجارية”

التعليقات معطلة.
