مصر تكشف وجود تحفظات عربية على قرار نشر القوة الدولية في غزة

2


فريق راديو صوت العرب من أمريكا

كشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، عن وجود ملاحظات من عدة دول على مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن بشأن خطة إنهاء الحرب ونشر قوة دولية في غزة، مؤكدًا أن مصر تدعم نشر القوة الدولية في غزة، ولكن ليس بالضرورة أن تشارك فيها.

جاء ذلك في تصريحات لعبد العاطي نقلتها وكالة الأنباء المصرية الرسمية “أ.ش.أ“، بخصوص تردد عربي في المشاركة في تلك القوة، بعدما وزعت الولايات المتحدة نصًا مقترحًا على أعضاء مجلس الأمن خضع لعدة تعديلات.

وأكد عبد العاطي أن مصر منخرطة في المشاورات الجارية بنيويورك والخاصة بنشر قوة دعم الاستقرار الدولية بقطاع غزة، مؤكدًا أن المشاورات مستمرة، ومصر تتشاور في هذا الصدد مع الولايات المتحدة بشكل يومي، وأيضا هناك مشاورات مع كل أعضاء مجلس الأمن ومع المجموعة العربية من خلال الجزائر الشقيقة باعتبارها العضو العربي داخل مجلس الأمن.

وأضاف أننا نأمل في أن يأتي القرار الأممي بالشكل الذي يحافظ على الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية، وأيضا يتيح نشر القوة الدولية في أسرع وقت ممكن ولكن وفقاً لتحقيق التوافق، وبما يجعل هذا القرار من خلال صياغته المحكمة قابلاً للتنفيذ على أرض الواقع.

وتابع: أننا نتحرك وهناك ملاحظات للعديد من الدول، وهم منخرطون في النقاش في نيويورك، ونأمل أن يتم التوصل إلى صياغات توافقية تعكس الشواغل وأولويات كل الأطراف ودون المساس بالثوابت الفلسطينية خاصة الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في إقامة دولته على كامل التراب الوطني، وأيضا أن الجانب الفلسطيني هو الذي يتولى أموره، والعمل على تمكين السلطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها، مضيفا أن أية ترتيبات ستكون بطبيعتها مؤقتة لحين المضي قدماً في الأفق السياسي وتجسيد حل الدولتين.

اتفاق وقف إطلاق النار

وحول قرب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وزيارة كوشنر وويتكوف الحالية لإسرائيل لبحث المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تناقش أهم نقطتين وهما نزع سلاح حماس ووجود قوة دولية في القطاع، ورؤية مصر في هذا الصدد مع الأطراف المعنية.. قال “إننا ندفع بكل قوة للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق”، مضيفا أنه وبالتأكيد فإن مسألة نشر قوة دولية أمر مهم ومسألة الانسحاب الإسرائيلي من القطاع مسألة هامة للغاية.

ولفت إلى أن هناك تشاوراً مع كل الأطراف المعنية في نيويورك، وأن مصر تنسق مع الجانب الفلسطيني والجانب العربية وكل الدول المنخرطة في هذا الأمر، بالإضافة للولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، وأيضا مع الجانب الصيني والاتحاد الأوروبي.

وقال: إننا نتشاور وندفع بكل قوة للهدف الأسمى في الوقت الراهن وهو ترسيخ اتفاق وقف إطلاق النار وتثبيته، وبالتأكيد الانسحاب الإسرائيلي ونشر القوة الدولية ونشر اللجنة الفلسطينية الإدارية التي يتم التوافق عليها والتي تتولى أمور الفلسطينيين.

وأضاف أن قضية نزع سلاح حماس متضمنة في خطة ترامب، وهناك التزامات متبادلة من الجانبين، والجانبان أعلنا عن قبولهما وترحيبهما بهذه الخطة، ويتم الآن دراسة كيفية التطبيق وبالتالي موضوع مشروع قرار مجلس الأمن هام جدا في هذا الإطار.

مؤتمر إعمار غزة

وحول التحضيرات الجارية لاستضافة مصر لمؤتمر التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، قال وزير الخارجية المصري إن كافة التحضيرات الموضوعية واللوجستية والمفاهيمية للمؤتمر تمت، وننسق مع كل الأطراف المعنية.

وفيما يتعلق بتوقيت انعقاد المؤتمر، أشار عبد العاطي إلى أن مصر تعمل عليه مع الجانب الأمريكي والدول الأوروبية والدول التي أعربت عن رغبتها الشديدة في أن تكون مشاركة في عقد هذا المؤتمر الهام وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وهناك أيضا الدنمارك واليابان والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي ودول خليجية، والجميع طلب المشاركة في عقد وتنظيم هذا المؤتمر الهام جنباً إلى جنب الجانب المصري، بالإضافة إلى الشركاء الأساسيين وعلى رأسها الأمم المتحدة وسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو غويتريش والبنك الدولي وكذلك الحكومة الفلسطينية.

وكانت إدارة ترامب قد صرحت بأنها تبذل جهودا في مجلس الأمن لصياغة قرار ينشئ الإطار الدولي لقوة الاستقرار في غزة، مبينة أن الدول التي تطوعت للمشاركة في هذه القوة تحتاج تفويضا من المجلس.

وقال ترامب قبل أيام قليلة إنه يعتقد أن موعد وصول القوة الدولية إلى غزة بات قريبًا جدًا، وأن الأمور “تسير على ما يرام حتى الآن” في إطار وقف إطلاق النار.

وبدأ تطبيق وقف إطلاق النار في غزة في العاشر من أكتوبر الماضي بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك بموجب اتفاق شرم الشيخ الذي أُبرم بوساطة قطر ومصر وتركيا في إطار خطة من 20 بندا وضعها الرئيس الأميركي.

لكن إسرائيل تواصل شن هجمات على غزة بشكل شبه يومي، كما تقيّد دخول المساعدات الإنسانية خلافا لما نص عليه الاتفاق.

التعليقات معطلة.