فريق راديو صوت العرب من أمريكا

ترجمة: فرح صفي الدين – في مؤشر لافت على التحولات الاجتماعية والنفسية بين الأجيال، كشف استطلاع جديد أجرته مؤسسة غالوب أن اثنتين من كل خمس شابات أمريكيات (40٪) يرغبن في مغادرة الولايات المتحدة نهائيًا، إذا أُتيحت لهن الفرصة. وتُعد هذه النسبة من بين الأعلى التي سجلتها المؤسسة منذ بدء قياس هذا الاتجاه عالميًا عام 2007.

ورغم أن النسبة تمثل انخفاضًا طفيفًا عن عام 2024 (44٪)، إلا أنها لا تزال أعلى بكثير من نسبة 29٪ المسجلة عام 2023، ما يُشير إلى تصاعد مستمر في رغبة النساء الشابات في الهجرة. في المقابل، أعرب 19٪ فقط من الرجال في نفس الفئة العمرية (15–44 عامًا) عن رغبتهم في المغادرة، ما يُبرز فجوة نوعية غير مسبوقة بلغت 21 نقطة مئوية.

وقالت غالوب في بيانها: “منذ أن بدأنا في قياس هذا السؤال عالميًا عام 2007، لم تُظهر سوى دول قليلة فجوات بين الجنسين بهذا الاتساع في الرغبة في الهجرة. قبل الولايات المتحدة عام 2025، لم تسجل أي دولة فجوة قدرها 20 نقطة مئوية أو أكثر بين الشباب من الرجال والنساء”.

كما أظهرت النتائج أن 16٪ من النساء فوق سن 45 يرغبن في الهجرة، مقارنة بـ8٪ فقط من الرجال في نفس الفئة العمرية. وبشكل عام، أفاد 20٪ من البالغين الأمريكيين بأنهم يفكرون في مغادرة البلاد، مع التأكيد على أن الرغبة لا تعني بالضرورة اتخاذ خطوة فعلية.

ويُعزى هذا الاتجاه المتصاعد بين النساء الشابات إلى عوامل متعددة، منها القلق بشأن الحقوق المدنية، وتكاليف المعيشة، والسلامة، والفرص المهنية، وفقًا لتحليلات سابقة لمؤسسة غالوب. ويُسلّط الاستطلاع الضوء على شعور متزايد بعدم الانتماء أو الإحباط بين فئات معينة من السكان، خاصة في ظل التوترات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد.

في ظل هذه المعطيات، يُعيد الاستطلاع طرح تساؤلات حول مستقبل الهوية الأمريكية، ومدى قدرة المؤسسات على الاستجابة لتطلعات الأجيال الجديدة، خاصة النساء اللواتي يُعبّرن بشكل متزايد عن رغبة في إعادة تعريف علاقتهم بالوطن.