دراسة: اختلال ميكروبات الأمعاء قد يؤدى للإصابة بحساسية الأنف

1

كتبت: دانه الحديدى

كشفت دراسة حديثة، وجود علاقة وثيقة بين خلل التوازن البكتيري فى الأمعاء، وبين  الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي، إلا أن الدور المحدد لميكروبات الأمعاء في هذه العملية لا يزال غير واضح، ووفقا لموقع “News medical life science”، نقلا عن مجلة Frontiers in Microbiology ، قام الباحثون بدراسة أنماط ميكروبات الأمعاء لدى المصابين بالتهاب الأنف التحسسي، فى محاولة للتوصل إلى الرابط بينهما.

ما هو التهاب الأنف التحسسي؟

يُعد التهاب الأنف التحسسي أكثر الأمراض التحسسية شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ويحدث بالتزامن مع التهاب الجيوب الأنفية أو الربو في ما يقرب من نصف الحالات، ويعاني مرضى التهاب الأنف التحسسي من التهاب مزمن في بطانة الأنف المخاطية والجيوب الأنفية، وينتج عن ذلك أعراض مثل نوبات العطس، وسيلان الأنف المائي، وحكة الأنف، واحتقانها، وغالبًا ما تصاحبها حكة في العين.

يحدث التهاب الأنف التحسسي نتيجة لاستجابة مناعية غير متوازنة، مما يؤدي إلى إطلاق الجلوبولين المناعي E (IgE) بواسطة الخلايا الليمفاوية الحساسة، وتحبيب الخلايا البدينة مع إطلاق مواد كيميائية التهابية قوية، والالتهاب الذي يتميز بوجود الحمضات.

العلاقة بين الأمعاء والتهاب الأنف التحسسى

تمتد العلاقة بين خلل التوازن الجرثومي المعوي والتهاب الأنف التحسسي عبر مسار التهاب الأنف التحسسي، بدءًا من نشأته ومسبباته وتطوره، حيث ترتبط الآليات الأساسية بالتسلسل المناعي، بدءًا من الغشاء المخاطي المعوي، الذي يُمثل نقطة اتصال للميكروبات المعوية، ويتطور عبر تغيرات في الحاجز الظهاري المعوي وصولًا إلى عمليات تنظيم المناعة على مستوى الأمعاء.

ويمكن أن يؤثر خلل التوازن الجرثومي في موقع واحد على الالتهاب التحسسي في مواقع بعيدة لدى نفس الشخص، وذلك بسبب الطبيعة الجهازية للتفاعل المناعي، تشمل هذه المسارات، على سبيل المثال، الجلد والأمعاء والرئة في محور واحد.

وتعد التغيرات المميزة في ميكروبات الأمعاء المُلاحظة في التهاب الجيوب الأنفية المزمن دليلاً إضافياً يدعم وجود محور معوي-أنفي، ويُشير ذلك إلى أن التهاب الجيوب الأنفية والغشاء المخاطي للأنف له علاقة مشتركة بالأمعاء، وقد يشمل ذلك انتقال ميكروبات الأمعاء والتواصل المناعي بين أجزاء الجسم المختلفة، وكذلك بين الجهاز المناعي والأعضاء والأنسجة الأخرى، مما يؤثر على الاستجابة للعدوى أو الصدمات أو الأمراض.

هدفت الدراسة الحالية إلى التحقيق في دور خلل التوازن البكتيري في التسبب في التهاب الأنف التحسسي، وخاصة من خلال المستقلبات الميكروبية التي تؤدي إلى اختلال المناعة عبر محور الأمعاء والأنف.

تفاصيل الدراسة

شملت الدراسة 23 مريضًا مصابًا بالتهاب الأنف التحسسي و15 فردًا سليمًا كمجموعة ضابطة، وأجرى العلماء تسلسلًا لجين 16S rRNA لتحديد التركيب المجتمعي لميكروبيوم الأمعاء، كما أجروا تحليلًا أيضيًا غير مستهدف لتوفير صورة شاملة عن المستقلبات ذات الأصل الميكروبي.

ووجد العلماء أنه على الرغم من ثبات التنوع العام، أظهر مرضى التهاب الأنف التحسسي بنية مجتمعية مختلفة مقارنةً بالمجموعة الضابطةـ على سبيل المثال، انخفضت أعداد أنواع مثل بكتيريا فاكاليباكتيريوم ، التي تُنتج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، مما يشير إلى انخفاض في قدرتها على تنظيم المناعة، في المقابل ازدادت أعداد أنواع أخرى مُسببة للأمراض، مثل بكتيريا فيوزوباكتيريوم ، بكثرة.

قد تُسهم هذه التحولات الميكروبية في اختلال المناعة الجهازية المُلاحظ في هذه الحالة، والأهم من ذلك، أن هذه الاختلافات تُعزى في المقام الأول إلى تغيرات في الأنواع قليلة الوفرة، بينما تبقى الأنواع الأكثر شيوعًا سليمة إلى حد كبير، وقد لا تُؤخذ هذه الاختلافات في الاعتبار في التحليلات التي تُركز فقط على ثراء وتوازن ميكروبات الأمعاء بشكل عام.

بشكل عام، من المرجح أن تؤثر الحالة الصحية والتغذوية للمضيف على الوقاية من الأمراض أو انتشارها، بالتزامن مع هذه التغيرات الميكروبية، على سبيل المثال، قد يُشكل تناول كميات قليلة جدًا من الألياف بشكل روتيني عامل خطر للإصابة بالتهاب الأنف التحسسي، إذا انخفضت أعداد الكائنات الحية المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (التي تتغذى على الألياف القابلة للتخمير في الأمعاء)، لأن ذلك سيقلل من قدرتها على مقاومة هذا التغيير.

التعليقات معطلة.