جنود إسرائيليون في الخليل بالضفة الغربية يوم 22 نوفمبر 2025 (رويترز)
تل أبيب: «الشرق الأوسط»
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية اليوم الأربعاء، عملية عسكرية في محافظة طوباس الواقعة شمال شرق الضفة الغربية وفرضت حظر التجول فيها وعزلتها عن باقي محافظات الضفة.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن «رئيس الوزراء محمد مصطفى هاتف، اليوم، محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد أسعد، للإطلاع على التطورات الميدانية في المحافظة في ظل اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي للمحافظة وفرض منع التجول وإغلاق الطرق بالسواتر الترابية».
حالة طوارئ بالضفة
وأصدر مصطفى توجيهاته لكافة جهات الاختصاص في المؤسسات والدوائر الحكومية ولجان الطوارئ للتعامل مع «آثار العدوان على المحافظة والبلدات المحيطة، وتوظيف كافة الإمكانيات لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير ما يلزم واستمرار تقديم الخدمات».
وأفادت مصادر طبية بأن «طواقم الهلال الأحمر تعاملت مع حالة اعتداء بالضرب المبرح على شاب من قبل جنود إسرائيل في بلدة طمون جنوب طوباس، ونقل على أثرها إلى المستشفى». وقال محافظ طوباس أحمد أسعد إن «قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة لمحافظة طوباس برفقة جرافات عسكرية، التي شرعت بإغلاق الطرق المؤدية للمحافظة بالسواتر الترابية، ما يعني عزلها عن باقي محافظات الضفة الغربية». وأضاف: «لأول مرة تشارك طائرات الأباتشي بالمناورة العسكرية منذ سنوات، حيث قامت بإطلاق رشاشاتها الثقيلة باتجاه المناطق السكنية»، فيما داهمت قواته عدة منازل في مدينة طوباس وبلدات طمون، والفارعة وتياسير وأخرجت ساكني بعضها، وأبلغتهم بالعودة بعد عدة أيام واتخذتها ثكنات عسكرية. وندد الأسعد بـ«إجراءات الاحتلال التي تأتي في وقت تعاني منه محافظةطوباس من الاقتحامات اليومية، والتنكيل بالمواطنين عبر الحواجز العسكرية المحيطة بالمحافظة».
تظهر جرافة إسرائيلية بالقرب من منزل مهدم قُتل فيه سلطان غني (22 عامًا) خلال غارة إسرائيلية في قرية ماركا بالقرب من جنين في الضفة الغربية المحتلة (رويترز)
تظهر جرافة إسرائيلية بالقرب من منزل مهدم قُتل فيه سلطان غني (22 عامًا) خلال غارة إسرائيلية في قرية ماركا بالقرب من جنين في الضفة الغربية المحتلة (رويترز)
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق اليوم، في بيان، إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وجاء في البيان: «ليل الأربعاء، بدأت قوات الجيش الإسرائيلي والشاباك (الأمن الداخلي) وشرطة حرس الحدود تنفيذ عملية واسعة لمكافحة الإرهاب».
وأكدت أجهزة الأمن الإسرائيلية أنها «لن تسمح للإرهاب بالتجذر في المنطقة» وأنها «تتحرك بشكل استباقي لإحباطه».
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذا التحرك هو «عملية جديدة» وليس جزءاً من عملية «مكافحة الإرهاب» التي أطلقها في يناير (كانون الثاني) 2025، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وبدأ الجيش الإسرائيلي في مطلع العام عملية عسكرية أطلق عليها اسم «السور الحديدي»، تستهدف مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل العشرات بينهم مقاتلون وإخلاء ثلاثة مخيمات من عشرات الآلاف من سكانها في كل من طولكرم وجنين
جنود إسرائيليون يسيرون بأحد الشوارع خلال مداهمة في مدينة نابلس بالضفة الغربية 20 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يسيرون بأحد الشوارع خلال مداهمة في مدينة نابلس بالضفة الغربية 20 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
وأشارت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إلى أنه من المتوقع أن تستمر العملية عدة أيام في «مجموعة القرى الخمس»، بما في ذلك طمون وطوباس، حيث سيتم خلالها إجراء عمليات تفتيش واعتقالات بناء على معلومات استخباراتية.
“حتى إشعار أخر”
وقال محافظ طوباس أن “قوات الاحتلال فرضت منع التجول حتى إشعار آخر” ، لافتا إلى “إصداره توجيهات حفاظا على سلامة أبناء شعبنا بتعطيل دوام المدارس والمؤسسات، وابقاء لجان الطوارئ في كافة المناطق تحت الجاهزية، وأن تعمل في ظل هذه الظروف الأمنية الصعبة لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير ما يلزمهم”.وأضاف محافظ طوباس أن “قوات الاحتلال تحد من حركة مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، ولا تسمح بالوصول لبعض الحالات المرضية التي تحتاج لرعاية طبية وأن هناك تواصل مع الصليب الأحمر الدولي للتدخل لنقل تلك الحالات والتعامل معها”.وناشد مؤسسات المجتمع الدولي والصليب الأحمر الدولي، للتدخل الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال والعقاب الجماعي الذي تفرضه على محافظة طوباس والتي تتخذها ساحة لتدريب قواتها.
وفي تقرير نشرته الأسبوع الماضي، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن 32 ألف فلسطيني ما زالوا نازحين قسراً بسبب عملية «السور الحديدي» الإسرائيلية.
وتصاعد العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، بعد هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والذي أطلق شرارة الحرب في قطاع غزة.وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من ألف فلسطيني، بينهم مقاتلون، في الضفة الغربية برصاص القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ بدء الحرب.
وفي الفترة نفسها، قُتل 43 إسرائيلياً على الأقل، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.

