محمود عبدالراضى
في عالمنا اليوم، أصبحت العلاقات مع الآخرين أشبه بمحاولة تخصيب اليورانيوم، دقيقة ومعقدة ومرهقة، كل خطوة صغيرة تتخذها في محيطك الاجتماعي تحتاج إلى يقظة دائمة، فالابتعاد قد يُفسَّر بالجفاء، والقرب قد يوقظ الغيبة والقيل والقال.
مهما حاولت، ستجد دائمًا من يتهمك بالتقصير، ومن يعلق على تصرفاتك بما يربكك ويزيد من شعورك بالمسؤولية النفسية.
المعادلة هنا بسيطة: لا يمكنك أن ترضي الجميع، ومع ذلك عليك أن تحافظ على سلامة نفسك وصدق مشاعرك.
كن نفسك
القاعدة الذهبية في مواجهة هذه التعقيدات هي أن تكون نفسك، لا تفعل شيئًا غير مقتنع به، ولا تجلد نفسك على أخطاء صغيرة أو على تصرفات الآخرين التي تتجاوز نطاقك، كن صادقًا مع ضميرك، وحاول أن تتعامل بما يرضي الله، فنيتك الطيبة واحتسابك لكل أفعالك لله هي الدرع الحقيقي ضد لوم البشر الذي لا ينتهي.
العبرة في قصة الحمار وجحا
كما في قصة الحمار وجحا، لن تعجب الناس مهما فعلت، فلا ترهق نفسك، صف نيتك، واحتسب كل تصرفاتك عند الله، فالأهم أن تكون علاقتك بالله طيبة، وما دون ذلك أمره سهلا، ليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب، إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب.
الخلاصة
العلاقات صعبة، ووسائل التواصل والضغط الاجتماعي تزيدها تعقيدًا، ومع ذلك، كن صادقًا مع نفسك، لا تحاول إرضاء الجميع، وتذكر دائمًا أن أفضل استثمار في الحياة هو صفاء القلب ونية الخير، فهي التي تمنحك السلام الداخلي، ارضي الله، واجتهد قدر المستطاع في معاملة الآخرين ولا تنتظر جزاءً ولا شكورا.

