أرقام متصاعدة للإيدز في الإقليم ….منظمة الصحة تضع خريطة طريق للتصدي

2

تشير التقديرات إلى وجود 40.8 مليون شخص متعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري في جميع أنحاء العالم، منهم 610 آلاف شخص يعيشون في إقليم شرق المتوسط.

تحت شعار “التغلب على انقطاع الخدمات، وتحويل مسار الاستجابة للإيدز”، تنضم منظمة الصحة العالمية اليوم إلى الشركاء والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم للاحتفال باليوم العالمي للإيدز لعام 2025.

 

 

 

أرقام تتضاعف
تشير التقديرات إلى وجود 40.8 مليون شخص متعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري في جميع أنحاء العالم، منهم 610 آلاف شخص يعيشون في إقليم شرق المتوسط الذي تضاعف فيه تقريباً عدد الإصابات الجديدة المُقدَّرة سنويّاً في أقل من عشر سنوات، فارتفع من 27 ألفاً في عام 2016 إلى 37 ألفاً في عام 2024. ورغم ذلك، فإن أقل من 4 من كل 10 أشخاص في الإقليم يعرفون أوضاعهم، ويتلقى أقلُّ من ثُلْثِهم العلاجَ.
إن الاستجابة لفيروس العوز المناعي البشري تدخل الآن مرحلة حرجة، إذ يتناقص التمويل المخصص لمكافحة الفيروس وهو ما يهدد بتقويض عقود من التقدم المحرز. وهناك انقطاع في الخدمات المتعلقة بالفيروس، لا سيما في الأوضاع الهشة والمتضررة من الصراعات، كما أن الخدمات التي تقودها المجتمعات المحلية، وهي حيوية للوصول إلى السكان المهمشين، لا تحظى بالأولوية اللازمة.
ومع توافر مجموعة واسعة من خيارات العلاج، تحوَّل فيروس العوز المناعي البشري إلى عدوى مزمنة يمكن علاجها، إذا ما جرى تدبيرها علاجياً بصورة مناسبة. ومع ذلك، ستكون هناك حاجة ماسة إلى زيادة التمويل المحلي، وتعزيز الخدمات المتعلقة بالفيروس لتحقيق هدف القضاء على الإيدز بحلول عام 2030.

ولا تزال برامج مكافحة الفيروس تعتمد بشدة على التمويل الخارجي الآخِذ في الانكماش. ولا تزال الاستثمارات المحلية غير كافية على الإطلاق. وفي الوقت نفسه، لا يزال الوصم والتمييز والقوانين العقابية ونقص الخدمات المجتمعية تمثل عقبات رئيسية تحول دون الاستفادة من خدمات الوقاية والفحص والرعاية.
وما لم تُتَّخذ إجراءات عاجلة، فسيرتفع عدد الإصابات والوفيات الجديدة، وستتعرض النُّظم الصحية لمزيد من الإجهاد، ولن يتحقق هدف القضاء على الإيدز بحلول عام 2030. ولن تتمكن البلدان من تسريع وتيرة التقدم نحو القضاء على الإيدز بوصفه تهديداً صحيّاً عاماً، والحفاظ عليه، ما لم توسِّع نطاق الاستجابة من خلال مواصلة الاستثمار وزيادة معدلاته، وتجديد الالتزام، والانطلاق إلى آفاق الابتكار، وإدماج خدمات الفيروس دمجاً كاملاً في البرامج الصحية، والتصدي للوصم والعقبات الهيكلية التي تحول دون العلاج.
استراتيجيات للمواجهة
تدعو منظمة الصحة العالمية هذا العام الحكومات إلى إبقاء فيروس العوز المناعي البشري على رأس جداول الأعمال الوطنية المعنية بالصحة وزيادة الاستثمارات الوطنية. وتحثُّ على زيادة إدماج خدمات الفيروس في النُّظم الصحية الأوسع نطاقاً لتقديم رعاية شاملة تركز على الناس، وزيادة انتشار نماذج تقديم الخدمات المبتكرة، وتوسيع نطاق برامج الوقاية والحد من الضرر وإشراك المجتمع المحلي، وتعزيز الترصد والرصد والاستجابة الموجهة لفيروس العوز المناعي البشري.
تقول المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي: “اليوم ندعو جميع الحكومات إلى رفع الوعي العام، وزيادة التمويل المحلي، وإدماج فيروس العوز المناعي البشري في الخدمات الصحية الأوسع نطاقاً، واعتماد نُهُج مبتكرة، وتعزيز الوقاية عبر الاستفادة من تطبيقات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي. وستواصل المنظمة دعم بلداننا ومجتمعاتنا لتعزيز استجابة أكثر قوة وإنصافاً للإيدز، تصل إلى كل شخص في كل مكان داخل الإقليم”.

التعليقات معطلة.