ذات يوم من عام 1960 ظهرت فرقة موسيقية في مدينة ليفربول البريطانية حملت اسم (البيتلز)، كانوا أربعة شبان ترأسهم جون لينون، أكثر الأربعة شهرة على الإطلاق، كل ما فعله شبان البيتلز هؤلاء أنهم غيروا وجه الموسيقى وأعادوا صياغة ذائقة أجيال كثيرة، كما شكلوا ظاهرة موسيقية وفلسفة حياتية لن تتكرر أبداً، بغض النظر عن اتفاقنا أو عدمه، فتأثيرهم كان كاسحاً في تلك السنوات، عززته تلك الجولات حول العالم، وخصوصاً في الولايات المتحدة، التي أظهرت هوساً شبابياً لا يصدق بشخصيات الفرقة وموسيقاها.
كانت الموسيقى هي المظلة التي أوصلت البيتلز للعالم، لكنها حملت كذلك أفكار جيل جديد بكل ما مثلته الستينيات يومها من تمرد وتغيير وأساليب حياتية ثورية على مستوى الحريات والسياسة والخيارات الفردية.
من هنا تأتي أهميتهم، من الثورة التي أحدثوها في ما عرف بموسيقى البوب والروك، ليس فقط بأغانيهم، بل بأسلوبهم في الكتابة والتلحين والتجريب والحياة بشكل عام.
لقد شكل البيتلز أول ظاهرة عالمية حقيقية في عالم الموسيقى عرفت لاحقاً بـ«البيتلزمينيا»، ما أدى لشيوع اسم البيتلز وعبوره حدود العالم مطلقاً اسم الخنافس على ملايين الشباب من أصحاب الشعور الطويلة والهيئات الغربية التي كانت مرفوضة تماماً في معظم المجتمعات، لكن ذلك الرفض لم يستطع أن يمنع الطوفان من أن يعم العالم ويتحول إلى أمر واقع، عززه ثورة الطلاب في باريس المطالبين بالمزيد من الحريات، ليصبح العالم يومها أمام واقع جديد أزاح كل ما كان سائداً في حياة الشباب: الموسيقى، الملابس، الحياة والعلاقات.
نهاية هذه الفرقة الأسطورية لم يكن حدثاً مفاجئاً واحداً، بل نتيجة سلسلة طويلة من التوترات والخلافات والتغيّرات الشخصية. بدأت بوفاة مديرها بسبب المخدرات، ثم تغير اهتمامات نجمها الأول جون لينون، حتى اغتياله في نهاية المطاف، وقد كان اغتيال جون لينون عام 1980 واحداً من أكثر الأحداث صدمة في تاريخ الموسيقى الحديثة.
إلا أنه قبل ذلك بكثير كانت الخلافات والإخفاقات المالية والمشاكل الشخصية والانفصالات التي عصفت بالفرقة أسباباً رئيسية أدت لنهايتها، فانفصلوا رسمياً عام 1970، وبدأ كل منهم حياة موسيقية منفردة، بعد أن شكلوا لعقد كامل صوتاً واحداً لجيل كامل اكتسح الكرة الأرضية!

